تعد الأورام من الأمراض الفتاكة التي تصيب الجهاز المناعي للإنسان ويحتاج المصابون بها إلى عناية فائقة لارتباطها بأساليب علاجية تعتمد على "الكيميائي، الإشعاع، الجراحة" مما يتطلب وفرة في عدد التمريض المشرف على الحالات داخل المستشفيات المخصصة لعلاج الأورام والسرطان، وهو ما يفتقدها المعهد القومي للأورام. وقد وجه المعهد القومي للأورام استغاثة بوجود أزمة في أعداد التمريض داخل المعهد، حيث إن عدد الممرضين العاملين لا يتناسب مع عدد المرضى المترددين عليه، مما يهدد باحتمالية تدهور الحالة الصحية للمرضى، وللوقوف على حقيقة الموضوع تواصلت "البديل" مع عدد من المسؤولين داخل معهد الأورام؛ لرصد المشكلة وكيفية التعامل معها لحلها. قالت الدكتورة أمل باهي، مديرة المعهد الفني للتمريض التابع للمعهد القومي للأورام: هناك أزمة حقيقية في التمريض داخل المعهد القومي للأورام، حيث أصبح المعهد يخرج 50 طالبًا كل سنة، مشيرة إلى أن هذا العدد الضئيل نتج من تعرض مبنى معهد الأورام إلى الهدم؛ نتيجة لوجود مشكلات معمارية في المبنى، وبالتالي حدث تقلص بعدد الملتحقين به؛ لعدم وجود أماكن للتمريض تسع أعدادًا أكبر من الممرضين، بالإضافة إلى ضعف الرواتب الحكومية وقلة الإمكانيات، وبعض الثغرات القانونية التي تسمح للعاملين بالنقل والسفر خارج البلد دون إنهاء التكليف الخاص بالطلاب. وأوضحت أمل أنه عندما يتخرج الطالب يكون له تكليف لمدة عامين، هذا التكليف لا يستفيد منه المعهد؛ لأنه خلال هذه الفترة يخرج الطالب لإنهاء الخدمة العسكرية، وبالتالي عندما ينهي الخدمة تكون فترة التكليف انتهت، ولا يقدم واجبه العملي تجاه المرضى أو المعهد، مشيرة إلى عدم وجود نسبة وتناسب بين أعداد التمريض وعدد المرضى المترددين على المعهد القومي للأورام، حيث إن العدد الحالي يعمل فيه الممرض الواحد مع 5 مرضى، وهو ما يجعل مستوى الخدمة سيئًا وليست على قدر الأداء المطلوب، وأكدت أن الأزمة تحدث في فترات العمل "بعد الظهر والسهرة"؛ نتيجة لأن هناك عددًا كبيرًا من النساء العاملات يعملن بالفترات الصباحية؛ نظرًا للظروف العائلية وكونهن مسؤولات عن أسر، وأيضًا هناك بعض الإجراءات التي تقوم بها الفتيات بعد التخرج بطلب لمّ الشمل، وهذا يسمح لهن قانونيًّا بالسفر إلى مقر إقامتهن بدلًا من مكان التكليف الذي تم تحديده، وهذا يعد أيضًا سببًا رئيسًا في العجز الموجود حاليًا. اقتراح بمد التكليف ل4 سنوات وأوضحت أن هناك العديد من الاقتراحات التي تقدم بها المعهد بالإضافة إلى الإجراءات التي يتخذها المعهد، حيث أصدر الدكتور محمد لطيف، عميد المعهد القومي للأورام، قرارًا بإلغاء جميع الإجازات الخاصة بخريجي المعهد المسافرين خارج مصر، وذلك بدءًا من شهر يوليو المقبل؛ بهدف التحسين من الوضع وحل أزمة التمريض داخل معهد الأورام، وقد تعددت مطالبات المعهد للمجلس الأعلى للجامعات بتعديل اللائحة لمد فترة التكليف، التي تم التوافق عليها بين إدارة المعهد والمجلس بعامين قابلة للتجديد حتى لا تخالف القوانين، وأيضًا طالب المعهد بتوفير الإمكانيات للسماح بقبول عدد أكبر من الطلاب قد يصل إلى 200 طالب، مع ثبات خضوع الطلاب لعدد من الإجراء والاختبارات، منها "السمات الشخصية، وتحاليل للفيروسات الكبدية وكشف النظر والاختبارات التي ستضاف حاليًا إلى إجراءات العام الحالي، وهي تحاليل المخدرات"؛ حتى نتمكن من حل أزمة التمريض وتحسين مستوى الخدمة بالمعهد. "الأورام": طلبنا الاستعانة بتمريض "الصحة" ولم تستجب من جانبها أضافت لوسى، رئيس هيئة التمريض بمعهد الأورام، أن الإحصائيات الموجودة تشير إلى وجود 344 ممرضًا يعملون بمعهد الأورام، وأن هذا العدد ضئيل جدًّا، ولا يتناسب مع عدد المرضى المقبلين لتلقي العلاج، إضافة إلى وجود عدد من الفروع لمعهد الأورام مثل الهارمل والتجمع الأول، مشيرة إلى أن النقص في اليد العاملة والتمريض يؤدي إلى تأخر مستوى الخدمة المطلوبة في رعاية مرضي السرطان بوجه عام. وأشارت لوسى إلى أنه من ضمن الأقسام التي تشهد عجزًا شديدًا في التمريض "العلميات، الرعاية المركزة" وأنها تطالب بزيادة عدد الخريجين من المعهد الفني للتمريض التابع لمعهد الأورام، وذلك بزيادة أعداد الطلاب الملتحقين بالمعهد وتسهيل سبل الالتحاق به، مع الحفاظ على مستوى الأمان في الاختبارات الطبية؛ لمكافحة العدوى التي يخضع لها الطلاب الجدد، حتى يتم حل تلك الأزمة، مشيرة إلى أنه كانت هناك مطالبات كثيرة من إدارة المعهد والعميد، لوزارة الصحة بالاستعانة بالتمريض الخاص بالوزارة، وهو ما لم يتم حتى هذه اللحظة، فلم يرد إلى المعهد أي اقتراحات أو ردود من الوزارة حتى الآن.