بعد أن فشل مؤتمر الرياض في الوصول إلى حل سياسي يُنهي الأزمة اليمنية التي تعيشها منذ ما يقرب من شهرين، وبعد أن فشلت الهدنة التي أقرتها السعودية وخرقتها في الوقت نفسه، ومع اهتزاز الأراضي اليمنية على وقع القصف والمواجهات، اشتعل من جديد الحراك الدبلوماسي والسعي وراء مبادرات سياسية، في محاولة لإيجاد حل يكفل لليمن الخروج من أزمته. مبادرة أممية جديدة بعد ساعات على انتهاء مؤتمر الرياض وخروجه بمقررات فشلت الأردن في جعل مجلس الأمن يتبناها، ظهرت بالساحة السياسية مبادرة جديدة، حيث أعلن الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك" أن محادثات السلام حول النزاع في اليمن ستبدأ في 28 من مايو الجاري بجنيف، وأضاف أن الاجتماع "سيتيح إرساء الدينامية اللازمة لعملية الانتقال السياسي تحت إشراف اليمنيين"، وقال إن "بان كي مون" سوف يعقد محادثات ترمي إلى استعادة الانتقال السياسي بقيادة يمنية". مؤتمر "جنيف" بين الترحيب والرفض رحب مجلس الأمن الدولي بمبادرة الأمين العام للأمم، وقالت رئيسة مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي سفيرة ليتوانيا "ريموندا مورموكياتي"، إن أعضاء مجلس الأمن أكدوا على ضرورة أن يكون الحوار السياسي الجامع الذي ستنظمه الأممالمتحدة عملية تتم بقيادة يمنية، وأضافت "أعضاء مجلس الأمن جددوا دعوتهم لجميع الأطراف اليمنية لحضور هذه المحادثات والانخراط فيها بدون شروط مسبقة وبنية حسنة لحل خلافاتها عبر الحوار والتشاور، ورفض أعمال العنف لتحقيق أهداف سياسية، والامتناع عن الاستفزاز وأية أعمال أحادية من شأنها تقويض التحول السياسي"، وأشارت إلى أن أعضاء المجلس أيدوا دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لاستئناف تطبيق هدنات إنسانية لكي تتمكن الوكالات الإنسانية من توصيل مواد الإغاثة للسكان المدنيين أثنائها. من جانبه؛ أعلن زعيم جماعة أنصار الله "عبد الملك الحوثي"، عن تأييد جماعته لاستئناف الحوار بين الأطراف اليمنية برعاية الأممالمتحدة، وهاجم دول التحالف لاسيما السعودية متهما إياها باستهداف الجيش اليمني، وأكد أن الحل السياسي في اليمن يكمن في الحوار برعاية أممية في دولة محايدة، في إشارة لدعم جماعته للحوار الذي دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون". وانتقد "الحوثي" مقررات مؤتمر الرياض الذي حضرته أطرافا يمنية برعاية سعودية، قائلاً "إن أبرز ما في مؤتمر الرياض هو تفعيل الصراع والاقتتال الداخلي في اليمن"، وأضاف "لا يمكن أن تعطي المؤتمرات واللقاءات أي شرعية لجرائم العدوان". تحديات المؤتمر يطرح المراقبون تساؤلات حول عوامل نجاح المبادرة في تكريس الحل السياسي للأزمة بالبلاد، حيث تأتي هذه المبادرة لتنهي شهرين من الصمت الأمريكي، عوامل نجاح المؤتمر تأتي في مقدمتها وضع الحوار في إطار يمني يمني، بحيث يكون بعيدًا عن أي تأثيرات من دول وأطراف اقليمية خارجية، وهذا الواقع يتناقض مع وضع الرياض التي أصبحت طرفًا أساسيًا في الأزمة باليمن. كما أن دعوة "بان كي مون" للحوار جاءت واضحة وهي "حضور المؤتمر من كافة الأطراف بدون شروط مسبقة"، وهو ما لم يتم تطبيقة في الواقع، حيث أن تصريحات الحكومة اليمنية المستقيلة تعكس إمكانية حضورها المؤتمر شريطة إنسحاب جماعة "أنصار الله" من المدن اليمنية وهو الأمر الذي يصعب تطبيقه.