انتهت زيارة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ورئيس تيار المستقبل "سعد الحريري" إلى واشنطن، زيارة تضمنت الكثير من الأقاويل والتصريحات التي أثارت موجة من ردود الأفعال المختلفة لدى العديد من الأحزاب اللبنانية. استهل رئيس تيار المستقبل "سعد الحريري" لقاءاته في العاصمة الأمريكيةواشنطن باجتماع عمل عقده في مبنى الكابيتول مع تجمع النواب الأمريكيين المتحدرين من أصل لبناني وأصدقاء لبنان في الكونجرس برئاسة السيناتور الجمهوري "داريل عيسى" والسناتور الديموقراطية "غوين غراهام"، في حضور النائبين السابقين "باسم السبع" و"غطاس خوري" و"نادر الحريري" ومستشارة الرئيس الحريري للشئون الأمريكية "آمال مدللي". حاول "الحريري" التغطية على وجود المسلحين في جرود عرسال، حيث لم يعد يخفى على أحد أن تيار المستقبل الذي يتزعمه "الحريري" يتولى دعم الارهاب التكفيري في لبنان وفي شماله بالتحديد، كما أنه متهم بادخال التكفيريين والمسلحين إلى سوريا عبر تلك المناطق. وفي الوقت الذي يزداد فيه الخطر التكفيري في جرود عرسال، ويستمر الجيش اللبناني والمقاومة في العثور على سيارات مفخخة وبؤر إجرامية للمسلحين، أطلق "سعد الحريري" مواقف تصبّ في خانة التغطية على وجود التكفيريين في سلسلة جبال لبنانالشرقية. من جانبه، عقب حزب الله على تصريحات "الحريري"، حيث لفت الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" إلى حجم التهويل والتهديد الذي عاشه اللبنانيون قبل بدء المعركة في القلمون وقال، "قلنا في ذلك الوقت أن هذا لن ينال من تصميمنا، وهذا يعني أنه عندما يكون لدينا هدف محق ونسعى إلى تحقيقه، التهويل والوعيد لن يحول بيننا وبين ما نريد القيام به"، ولفت إلى المحاولات السفيهة للإيقاع بين "حزب الله" و"الجيش اللبناني" وقال، "نحن لم نكن نريد توريط الجيش اللبناني في هذه المعركة وحريصون على دماء كل ضابط وعسكري، والمفتنين عليهم الجلوس على جنب". وانتقد "نصر الله" موقف بعض القوى السياسية ووسائل الإعلام التابعة لها ووسائل الإعلام العربية، التي كانت تدافع بشكل مستميت عن الجماعات المسلحة في القلمون، وأضاف "عندما بدأت المعركة تم تضخيم عدد الشهداء ومن ثم توهين الإنجازات وإنكارها، وبعد جولات الوسائل الإعلامية يتم الحديث عن أن المنطقة غير مهمة"، وشدد على ضرورة وقف التعاطف مع المجموعات المسلحة من قبل بعض القوى ووصفهم بالثوار، وتابع "أنا أريد أن أخاطب عناصر وضباط الجيش والقوى الأمنية وأهالي الشهداء، هل هؤلاء ثوار أم قتلة ومجرمون؟، هؤلاء الذين يستهدفون عناصر الجيش اللبناني ومراكزه وأهالي عرسال هم ثوار أم إرهابيون وقتلة؟"، وأضاف "اذا كانت الدولة تتسامح باحتلال أراضي لبنانية فإن الشعب بجميع اطيافه اللبناني لن يتسامح لأنه لا يقبل بالاحتلال". قال بعض المراقبين إن زيارة "الحريري" لواشنطن في ذلك الوقت لجس النبض حول مدى رضاء القيادة السعودية الجديدة عن شخصه، خاصة بعد إثارة الشكوك بأن القيادة السعوية الجديدة ليست متحمسة لإعادة "الحريري" رئيسًا للوزراء من جديد في الفترة الحالية. استنتج المسئولون الأمريكيون أن "الحريري" يزورهم ليحاول أن يستعلم منهم، ما هو رأي القيادة السعودية الجديدة في شخصه، وهو ما جعلهم يدركون أن علاقته بالثنائي الجديد الحاكم في الرياض، "محمد بن نايف" و"محمد بن سلمان" ليست من المتانة بحيث يفهم حقيقة ما في ذهنهما، ولا حقيقة رأيهما فيه أو مشاريعهما المستقبلية له أو ما يفكرانه تجاهه. تبدلت الأمور في الرياض كثيرًا في الأيام الماضية فبعد الانقلاب على الأمير "مقرن" ولي العهد السابق، بدأ "تيار المستقبل" الذي يتزعمه "الحريري" المدعوم من السعوية يتسائل هل سيظل الحال كما هو في حضور "بن نايف" و"بن سلمان"، لكن "سعد" لا يعرف كيف يفكر "بن سلمان" أو "بن نايف"، وهو ما جعله يطير إلى واشنطن ليفهم ما إذا كانت القيادة السعودية الجديدة تدرج لبنان كبند واضح على أجندة مواجهتها لإيران أم لا، وليحث الأمريكيين على تسويقه أمام القيادة السعودية.