مصطلح النكبة الذي يصف ما جرى في فلسطين، يبحث ويغطي المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره، من خلال عملية تهجيره وهدم معظم معالم مجتمعه السياسية والاقتصادية والحضارية لصالح إقامة الدولة اليهودية. نكبة فلسطين هي نكبة احتلال المقدسات، وفصل الشعب عن أرضه وطرد أهالي 531 مدينة وقرية من ديارهم عام 1948، وفصولها بدأت حين خانت بريطانيا وعودها للعرب بمنح الاستقلال لبلادهم بعد إنهاء الحكم العثماني، وأصدرت على لسان وزير خارجيتها "وعد بلفور" في 2 نوفمبر 1917 الذي مهد الطريق إلى قيام الكيان الصهيوني في فلسطين، مما أدى لبدء الحرب بين الاحتلال والدول العربية المجاورة، حيث تدفقت الجيوش العربية من مصر وسوريا والعراق وإمارة شرق الأردن على فلسطين. واستمرت المعارك حتى تدخل مجلس الأمن الدولي وفرض وقفا لإطلاق النار في 10 يونيو 1948، تضمن حظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة ومحاولة التوصل إلى تسوية سلمية، عقب هذا القرار الدولي توقف القتال بين الجيش الصهيوني والجيوش العربية، وتم تحديد الهدنة لمدة 4 أسابيع وفي 8 يوليو 1948، استأنف الجيش الإسرائيلي القتال في جميع الجبهات رغم محاولات الأممالمتحدة تمديد مدة الهدنة. عندما استؤنفت المعارك من جديد، اتخذت الحرب مسارا مختلفا وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم واستطاع الكيان الصهيوني فرض سيطرته على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية، وانتهت المعارك في 21 يوليو بعد أن هدد مجلس الأمن بفرض عقوبات قاسية على الجوانب المتقاتلة. فقد ما يزيد عن 700 ألف فلسطيني منازلهم وممتلكاتهم ومزارعهم وأعمالهم وبلداتهم ومدنهم، حيث أجبرتهم العصابات الصهيونية لاحقا على الرحيل بهدف خلق دولة ذات أغلبية يهودية في فلسطين، ثم عمد الكيان الصهيوني إلى نقل اليهود بسرعة إلى منازل الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم، وأدى هذا الحدث الأليم إلى ظهور أزمة اللاجئين الفلسطينيين حيث بات ثلثا الشعب الفلسطيني مشردا في المنفى، وتشير التقديرات إلى أن نحو 50% منهم تم ترحيلهم بفعل الاعتداء العسكري اليهودي المباشر عليهم، في حين اضطر الآخرون للرحيل بفعل انتشار أنباء المجازر التي ارتكبتها الميليشيات اليهودية في القرى الفلسطينية مثل دير ياسين وطنطورة. ونظر القادة اليهود إلى عملية التهجير والتطهير العرقي بوصفها خطوة ضرورية لتأسيس كيانهما المحتل، حيث تحدثوا علنا عن الحاجة إلى الصدامات العسكرية لترحيل أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين لتغيير الواقع الجغرافي والاجتماعي على الأرض. تم تدمير المئات من القرى والبلدات الفلسطينية حيث قامت القوات الصهيونية بإخلاء أكثر من 450 بلدة وقرية فلسطينية تم تدمير معظمها تدميرا تاما والاستيلاء على الأراضي والممتلكات، ثم قامت الحكومة الصهيونية الجديدة بمصادرة أراضي اللاجئين وممتلكاتهم بغض النظر عن حق الفلسطينيين أو رغبتهم في العودة إليها. يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين المسجلين لدى الأممالمتحدة نحو 4.4 مليون لاجئ، فيما تشير التقديرات إلى وجود نحو مليون لاجئ غير مسجل، وهكذا يشكل اللاجئون أغلبية الشعب الفلسطيني الذي يبلغ عدد أفراده نحو 10 مليون نسمة، وتؤمن الأغلبية الكبرى من الفلسطينيين بضرورة تلبية حقوق اللاجئين، وفى مقدمة هذه الحقوق حق العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم وفق قرار الأممالمتحدة رقم 194. وحتى يومنا هذا تتواصل عمليات الطرد والتهجير القسري التي تمارسها حكومات الاحتلال المتعاقبة بحق الشعب الفلسطيني من خلال هدم البيوت في القدس والضفة الفلسطينية وتدمير آلاف المنازل كما حدث خلال الحرب العدوانية التي شنها الجيش الصهيوني على قطاع غزة ومصادرة الأراضي وضمها لغرض بناء جدار الفصل العنصري على أراضي الضفة الفلسطينية بما فيها القدسالشرقية والاعتداء على المسجد الأقصى.