مع ضغوط الحياة المادية، عندما تجد إنسانًا لا يفكر في نفسه فقط، خاصة عندما يكون معاقًا حركيًّا، بل يفكر في إفادة غيره بتعليمه وإيجاد فرص عمل له، فإننا بلا شك يجب أن نقف بجانبه. هذا هو ما تفعله زكية يحيى علي ابنة ال 37 عامًا والحاصلة على دبلوم الثانوية التجارية عام 2011، والمصابة بضمور بالعظام نتيجة زواج الأقارب، والتي لديها العزيمة لاستكمال دراستها بالجامعة العمالية، حيث إنها في الفرقة الرابعة بقسم "العلاقات الصناعية". الفتاة السويفية الشهيرة بلقب "نورا" نجلة موظف بالمعاش. ورغم إعاقتها الحركية، إلا أنها تعمل بمجال الأشغال اليدوية وتدريب الفتيات ببنى سويف على تلك الحرفة. نورا بدأت العمل بمجال التطريز والأشغال اليدوية منذ عام 1998، كانت بداية تعلمها للمهنة بطرق خاطئة، ولكنها سرعان ما بدأت تتعلم وتتقن المهنة بشكل صحيح، وتنفذ أعمالاً رائعة في الكروشيه والأشغال اليدوية. تواصلت الفتاة مع المسئولين لعرض منتجاتها وتسويقها، ونجحت جهودها فى تسويق منتجاتها لمدة عامين، وبعدهما لاقت من التجاهل نصيبًا كبيرًا. نورا قالت ل "البديل": "أحاول أن أكون إنسانة إيجابية في المجتمع، وأشارك الأصدقاء فى بعض المشاريع الخاصة، وأريد توصيل رسالة للعالم بقدرات الإنسان، حتى وإن كان من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأتمنى زوال صفات الطمع والجشع بالمجتمع، وعلى الجميع الأخذ بالأسباب". وأعربت نورا عن ضيقها من تعامل مسئولى المحافظة معها بقولها "المسئولون ورجال الأعمال غائبون تماما عن مشهد دعم الأفكار الناجحة، وحاولت مقابلة المستشار محمد سليم محافظ بنى سويف، إلا أن مسئولى المحافظة أجلسونى في الشمس، ورفضوا أن يمنحونى فرصة لقائه لعرض أفكارى عليه. أنا أريد فقط دعم الفكرة ماليًّا من خلال المحافظة؛ لتشغيل طلاب الجامعة، بجانب أمنيتى أن ينشئ المحافظ مكتبًا لخدمة المعاقين؛ لقضاء كافة مصالح ذوي الاحتياجات الخاصة وتقليل الروتين الحكومى؛ حفاظًا علينا من هدر الجهد والوقت والمال". نورا تغلبت على مشكلة غلاء سعر ماكينة التريكو باستخدامها أدوات بسيطة وصغيرة الحجم ومناسبة لحجم إعاقتها. وكل ما تتمناه نورا كما ذكرت هو دعم المحافظ لمشاريعها؛ من أجل توظيف الشباب، فهل ستكون لأمنيتها صدى لدى المحافظ أو المجلس القومى للمعاقين؟