انفجارات متعددة وقعت في مناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث استهدفت هذه الانفجارات أماكن مختلفة وسط حالة من الخوف والترقب لدى المواطنين الفلسطينيين، فيما انتشرت حواجز للأمن والشرطة في محافظات القطاع خشية من وقوع انفجارات جديدة، وذلك بعد قيام ما يسمى بأنصار الدولة الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية بإلقاء عدد من التهديدات وتبني لعمليات التفجير المختلفة. وكان قد أصيب شاب في العشرينات من عمره بجروح متوسطة خلال الاسبوع الجاري، في انفجار جسم مشبوه وسط مدينة غزة. وأفادت المصادر الطبية في مستشفى الشفاء للبديل، بأنَّ شاباً يبلغ من العمر26 عاماً أصيب ببتر في أصابع يده إثر انفجار قرب ملعب اليرموك وسط مدينة غزة، حيث وصفت حالته بالمتوسطة. وفي حي الشجاعية شرق المدينة.. تم استهداف مركبة تعود لقيادي في حماس وتعتقد مصادر مختلفة أن جماعة أنصار الدولة تقف خلف هذا الحادث. مواقع إخبارية محسوبة على حركة حماس، تؤكد الأخبار المتداولة حول الاعتداءات والملاحقات بين الطرفين وتؤكد أنَّ قوة من الشرطة تمكنت مساء الاثنين من تفكيك عبوتين ناسفتين زرعت داخل سيارة على مفترق الشجاعية شرق المدينة واعتقلت الفاعل وأن قوة من الشرطة لاحظت قيام شخص بإشعال النار في سيارة من نوع "رينو5″ قرب مفترق الشجاعية فسارعت إلى إخماد الحريق والقبض عليه، ليتبين بأنه قام بزرع عبوتين ناسفتين داخل السيارة. عدد من المواقع والمنتديات التي تتبع أنصار الدولة كانت قد أطلقت حملةً إعلاميَّةً قويَّةً ضد حركة حماس، واصفة إياها بالعديد من الصفات المسيئة للحركة. ولم تقف الأمور عند ذلك الحد حيث وقع فجر الاثنين انفجار قام به مجهولون بعد وضع عبوتين ناسفتين قرب مدرسة ومقر أمني بمدينة غزة. كما أشارت المصادر الإخبارية عبر الوسائل المحلية إلى وقوع انفجارات أخرى حين أقدم مجهولون على تفجير عبوة ناسفة قرب مدرسة دار الأرقم بحي التفاح شرق غزة، وذلك بالتزامن مع قيام مجهولون آخرون بتفجير عبوة أخرى في محيط مقر الأمن العام بحي الشيخ رضوان غرب المدينة، ما أدى الى إصابة شخصين بجروح طفيفة، حسب ما أكدته مصادر أمنية وطبية. من جانبها ردت حركة حماس على اتهامات الجماعة من خلال بيان صادر عن الحركة في منطقة دير البلد وسط القطاع، جاء فيه "صدرت بعض المواقف المتباينة للأحداث الجارية في مدينة دير البلح وخاصة اعتقال بعض المجموعات وهدم تجمع لتلك المجموعات، لذا نوضح ما يلي:- "قيام الحركة بهدم مسجد في المدينة هي أنباء عارية عن الحقيقة ومغايرة للواقع، حيث قامت تلك المجموعات بالتهجم على كتائب القسام وبث الأكاذيب والافتراءات وأنهم حماة اليهود وضد الجهاد، وقيام أصحاب الفكر المتطرف المنحرف بارتكاب بعض الأفعال التي ترتقي إلى جرائم وآخرها إلقاء قنابل يدوية على مجموعة من كتائب القسام؛ ما استدعى اعتقال بعض الأفراد الذين اعترفوا بفعلتهم، وإن هذا التجمع الذي يتكون من (حمام زراعي بلاستيكي) وعلى مساحة زراعية صغيرة، هو عبارة عن حلقة وصل بين أصحاف الفكر المتطرف ومن مختلف مناطق قطاع غزة، هذا المكان قريب بأمتار من مصليين ومسجدين (مصلى حمزة-مصلى البيان-مسجد مالك- مسجد خالد بن الوليد) واختاروا مكانهم ليصلوا فيه ويتجمعوا فيه بعيداً عن مساجد المسلمين". كما اتهم البيان هذه المجموعة بأنَّها تابعة إلى رام الله على حسب وصف البيان "هؤلاء المنحرفين ليسوا من أتباع السلفية ولكنهم عبارة عن مجموعات متطرفة يتكونوا بخليط من أفراد الأجهزة الأمنية السابقة وخاصة جهاز المخابرات الفلسطيني والذين كانوا ينالون من المجاهدين واستخدموا هذا الفكر المنحرف للأهداف نفسها، مع العلم بأنَّ بعضهم حتى اللحظة يتقاضى الرواتب من حكومة رام الله. من جانبه نفى وكيل وزارة الداخلية بغزة كامل أبو ماضي في تصريح صحفي ادعاءات الجماعة وقال: "الأجهزة الأمنية لم تهدم مسجداً، وإنما أزالت ما يشبه بالخيمة في مدينة دير البلح، يرتادها عناصر تابعون لجماعة سلفية تؤيد داعش، وتدعو لتبني أفكاره". وكان الناطق باسم الداخلية إياد البزم قد كشف في تصريحات سابقة أنَّ وزارة الداخلية "كشفت عن تنظيمات لها علاقة بالسلطة الفلسطينية، نفذت عمليات تفجير ضمن خلافات داخلية لتلميع بعض الشخصيات في قيادات فتح"، موضحا أنَّ "من يقوم بالتفجيرات هم من فئة الشباب والمراهقين". من جهته، استبعد النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس، عاطف عدوان، أن يكون تنظيم الدولة قد "بسط أذرعه" في غزة، وقال في تصريح خاص لوسائل الإعلام: "الحالة لم تتضح حتى الآن"، معبراً عن اعتقاده بأنَّ ما يمكن أن يتواجد في غزة "مجرد حالات فردية متعاطفة مع التنظيم"، حسب قوله. ويرجع النائب في التشريعي أحداث التفجيرات المتفرقة خلال الشهر المنصرم، إلى وجود "لاعبين كثر في الساحة الفلسطينية". يذكر أن الشرطة الفلسطينية في غزة قامت بنصب عدد من الحواجز الأمنية وخصوصاً في ساعات الليل المتأخرة في إطار سعيها إلى المحافظة على أمن واستقرار المدينة، خصوصاً بعد سلسلة التفجيرات التي حدثت في الآونة الأخيرة والتي زعزعت استقرار المحافظات المختلفة وأثارت الخوف في نفوس المواطنين.