رحل الخال عبد الرحمن الأبنودي، مخلفًا وراءه تاريخًا عظيمًا ومحبة في قلوب المصريين، وفي هذه اللحظات ما علينا في هذه اللحظات سوى قراءة قصيدة يامنه التي تجلى بها إقباله وشجاعته على الموت. «كرمش وشي/ فاكر يامنة وفاكر الوش؟/ إوعى تصدقها الدنيا/غش ف غش..!!/ إذا جاك الموت يا وليدي/ موت على طول/ اللي اتخطفوا فضلوا أحباب صاحيين في القلب/كإن ماحدش غاب/ واللي ماتوا حتة حتة/ ونشفوا وهم حيين/ حتى سلامو عليكم مش بتعدي/ من بره الأعتاب/ أول مايجيك الموت.. افتح/ أو ماينادي عليك.. إجلح/ إنت الكسبان/ إوعى تحسبها حساب/ بلا واد.. بلا بت/ ده زمن يوم مايصدق.. كداب/سيبها لهم بالحال والمال وانفد/ إوعى تبص وراك/ الورث تراب/ وحيطان الأيام طين/ وعيالك بيك مش بيك عايشين/ يو…..ه يا رمان/ مشوار طولان» وفاة «الأبنودي» خبر أليم نزل علينا كالصاعقة، وفي رثاءه حمل الشاعر زين العابدين فؤاد رسالة للخال "الشعراء ما بيموتش يا عبد الرحمن يا أبنودي، الموت يأخذ ويطوي من لم يتركوا أثرًا في الحياة، وأنت في قلوب المصريين ووجدانهم"، هذا وقد أشار "فؤاد" إلى أن الشعراء حين يرحلون للحياة الأخرى هم فقط يغيرون سكنهم، فبدلًا من سكن البيوت يذهبون إلى سكن القلوب والعقول والعيش في الذاكرة الجماعية للأمة، فالراحل عاش في قلوب المصريين وعرفوا أغانيه أكثر من أشعار وحفظوها، وهذا تكريمًا شعبيًا له، وإن لم تكرمه السلطات والدولة.