أثار قرار تأييد تركيا للعملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن بمشاركة عشر دول عربية استهجان إيران، لاسيما عندما أعرب رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" عن استعداد بلاده لتقديم ما أسماه بالدعم اللوجستي لوقف هيمنة إيران على الشرق الأوسط، حينها بدأ التراشق الإعلامي بين الدولتين، احتجاجا على تدخل إيران في الشؤون العربية، ما أدى إلى فتح ملفات التوتر فيما بينهما، والمتفاقمة منذ سنوات قليلة. قالت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية إن تركياوإيران يتبادلان الاتهامات بشأن محاولة السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت هما طرفان متنازعان في الأزمة داخل اليمن، ولكن يبدو أن ذلك مرد حرب كلامية بين البلدين، ومن غير المرجح أن تلحق الضرر بالعلاقات الاقتصادية المتعمقة بين كل منهما، مضيفة أن علاقة تركيا مع طهران توترت بسبب الأزمة السورية، وقالت أنقرة الأسبوع الماضي إنها تساند الحملة التي تقودها السعودية في اليمن. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" اتهم بعد ذلك إيران بمحاولة الهيمنة على المنطقة، وفي المقابل قال سياسي إيراني إن" إردوغان" يسعى لبناء إمبراطورية عثمانية وطالب بإلغاء زيارة الرئيس التركي المزمعة لإيران في 7 أبريل. وتوضح "دايلي ميل" أنه من جهة أخرى يعتقد المحللين أن التأثير الطويل الأجل لهذه التوترات ستكون ضئيلة للغاية، حيث إن تركيا تحتاج إلى الغاز الإيراني، وتلفت الصحيفة إلى أنه بلغ حجم الواردات التركية من إيران نحو عشرة مليارات دولار عام 2014 وإجمالي صادراتها بلغ حوالي أربعة مليارات دولار. ومن جانبه، قال دبلوماسي في أنقرة معربا عن دهشته من انتقادات "أردوغان" الشديدة: "انضمام تركيا إلى الجهة المناهضة لإيران سيكون عاملا ماليا محبطا بشكل كبير"، وأضاف "هذه نبرة قوية جدا قبل الزيارة الرئاسية." وتوضح الصحيفة أن تجارة الغاز مقابل الذهب شريان حياة ماليا لطهران، وتستخدم تركيا صادرات الذهب كوسيلة للدفع بشكل غير مباشر لإيران مقابل الحصول على غاز طبيعي، مشيرةإلى أن تركيا أكدت توفير الدعم اللوجستي للتحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، وقد دعا "أردوغان" طهران لسحب قواتها من العراق واليمن وسوريا، ردت إيران باستدعاء السفير التركي للشكوى. وترى الصحيفة أن "أردوغان" يسعى من خلال دعم العرب في العدوان ضد اليمن لتحسين صورته التي تضررت بشكل كبير جراء دعم تركيا لجماعة الإخوان المسلمين في عدة دول بالشرق الأوسط. ومن جانبه، قال "سنان أولجن" رئيس مركز دراسات السياسة الاقتصادية والخارجية ومقره اسطنبول: "الطريقة الوحيدة لتعويض ما فقدته دون التضحية بالإخوان المسلمين هي انتقاد إيران بشكل كبير." وحذر "فادي حاكورة" الخبير التركي من مركز تشاتام هاوس ومقره لندن من أنه رغم أن كلا البلدين لا يريد أن تسوء العلاقات إلا أن الأزمة الشاملة في الشرق الأسط حيث تدعم قوى إقليمية جماعات مختلفة في الصراع تعني أن الحفاظ على العلاقات الهشة سيكون أصعب من ذي قبل"، وأضاف :"العاصمتان ستكونان حريصتان على تفادي صراع مباشر، إذا حدث شيء فسيكون حربا بالوكالة وهو الأمر الذي سيفاقم من التوترات المحلية."