تورطت العديد من البلدان العربية والغربية في العدوان الذي يجري تنفيذه ضد اليمن تحت مسمى "عاصفة الحزم"، حيث لا يقتصر الأمر على الدول العشر التي تقودها السعودية فقط، بل هناك تورط أمريكي إسرائيلي في الأزمة الراهنة التي تشهدها اليمن، وفي هذا السياق قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن زعيم أنصار الله "عبد الملك الحوثي" أكد الأسبوع الماضي أن الولاياتالمتحدة والسعودية وإسرائيل يشنون حملة تهدف إلى غزو واحتلال اليمن، ويضيف الموقع أن هذه العملية التي تقودها السعودية تخلف بدورها أحداث ضخمة، وقد تتسبب في هزيمة مذلة وغير مسبوقة لهذه الدول التي تشارك في العدوان ضد اليمن. ويشير الموقع إلى أنه من الملاحظ أن الضربات السعودية والتي أيدتها واشنطن جاءت بعد أربع ساعات من ضربات وجهتها الولاياتالمتحدة لمواقع تنظيم داعش الإرهابي في تكريت ليعطي ذلك إشارة على مدى التأرجح الأمريكي، موضحا أن ما بعد عاصفة الحزم لن يكون كما قبلها بالطبع، فالتدخل السعودي فى معركة اليمن سيلقي بظلاله علي المنطقة ككل، فاليوم السعودية لديها قوات عسكرية قادرة علي ضرب أهداف خارج حدودها ، ولديها سلاح جو لديه قدرات كبيرة. ويرى "جلوبال ريسيرش" أن العملية هي مخطط لتدمير الأمة العربية، وإغراقها في حروب أهلية، بأيدي عربية، تنفيذا لخطط أمريكية صهيونية، وما تخشاه هذه الدوائر بل لا تستبعد حدوثه، هو أن يقوم التشكيل الانظماتي العربي، بالانتقال مستقبلا لضرب ساحات عربية أخرى، ترفض التوجهات الأمريكية والإسرائيلية. ويلفت الموقع إلى أنه باسناد أمريكي تركي، قد وضع نفسه، علانية في خدمة أمريكا ، دون أن تنزلق واشنطن في حروب المنطقة ما دامت أنظمة الردة تؤدي الدور والمهمة الموكلة إليها، وقال مسؤول أمريكي بارز إن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" تحدث مع وزراء خارجية السعودية ودول أخرى في مجلس التعاون الخليجي يوم الخميس ورحب بقرار التحرك عسكريا في اليمن، وأضاف المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأمريكية، طالبا عدم ذكر اسمه، إن كيري "أثنى على تصرف التحالف بالتحرك عسكريا، وأشار إلى دعم الولاياتالمتحدة لجهود التحالف بما في ذلك تبادل معلومات المخابرات والمساعدة في تحديد الأهداف وتقديم دعم استشاري ولوجيستي لتوجيه ضربات ضد الأهداف في اليمن". تثير العملية العسكرية التي تشنها السعودية وحلفائها باليمن العديد من التساؤلات حول حجم العملية وسيناريو تحولها إلى هجوم بري واسع، وتداعيات ذلك، حيث قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن القادة العرب تعهدوا خلال القمة العربية بدعمهم للرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي" من خلال التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية وغارتها الجوية في أنحاء اليمن، موضحة أن هذا الصراع الجوي من الممكن أن يقود إلى غزو بري يجر المنطقة لحالة من الفوضى. وتضيف الصحيفة أن العديد من المناطق في اليمن تعرضت لقصف جوي، كما وصف أحد السياسيين المشهد في اليمن والغارات السعودية بحالة الفوضى الكبيرة، حيث إن المستشفيات مليئة بالجرحى، وترك عشرات الدبلوماسيين المدينة، وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس اليمني اتجه إلى السعودية في الأسبوع الماضي بعد صراع طويل للحفاظ على السلطة، وتوضح الصحيفة الأمريكية أن دعم "هادي" كان محاطا بالقادة العرب الذين حضروا القمة العربية في مصر بمنتجع شرم الشيخ، وما فعلوه يعد علامة نادرة على الوحدة في منطقة تعج بالانقسامات. وتلفت "واشنطن بوست" إلى أن حكام مصر وقطر والبحرين والسعودية وصفوا ما يحدث في اليمن بحالة من الفوضى واعتبروه خطر يهدد منطقة الشرق الأوسط بأكملها، كما قدم المسؤولون مشروع قرار قوة عسكرية عربية مشتركة للرد على الأزمات المتزايدة في المنطقة، وترى الصحيفة أن تفاصيل أي نظام أمني محتمل في المنطقة لاتزال غير واضحة، وسط احتدام المعارك في ليبيا وسوريا والعراق واليمن. وذكرت الصحيفة أن السعودية تقود تحالف من عشر دول، بما فيها مصر، وقد أبدوا استعدادهم للدخول بقوات برية إذا لزم الأمر، وهو ما أكده وزير الخارجية اليمني "رياض ياسين" حيث من الممكن استخدام القوات البرية حال لزم الأمر، وترى الصحيفة أن التصريحات السعودية في القمة العربية تبرز علامات التوتر المتصاعد بين السعودية وطهران، المنافسان الأكثر عداء في المنطقة. ونقلت الصحيفة قول رياض قهوجي، رئيس معهد الشرق الأدنى والخليج ومقره دبي:" استهداف الضربات الجوية لمستودعات أسلحة وخطوط الاتصالات هو تمهيد الطريق لهجوم بري وشيك"، مضيفا:" أنها خطوة كلاسيكية لإخراج الدفاعات الجوية وضمان السيطرة على الاتصالات". وتأكيدا على الدور الذي تلعبه واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، قال موقع "فيترانس توداي" إن الولاياتالمتحدة تلعب دورا إرهابيا في منطقة الشرق الأوسط، وتزايد هذا الدور منذ ثورات الربيع العربي في عام 2011، حيث دعمت الجماعات الإرهابية كتنظيم القاعدة وداعش في مختلف البلاد العربية مثل سوريا والعراق واليمن، مؤكدا أن السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية تعد أحد تحدياتها، وهذه المرة في اليمن، خاصة بعد أن قتلت الطائرات بدون طيار الكثير من الأبرياء من بينهم النساء والأطفال.