الفقر ونقص الرعاية الحكومية وراء انتشار الظاهرة مين اللى يقدر يوم يخوف المصريين؟، سؤال يتبادر إلى ذهنك، كلما قرأت قصص تعامل المصريين مع القنابل، العبوات الناسفة التى يزرعها الإرهابيون فى أنحاء البلاد، تهدف إشاعة الذعر بين المواطنين، وأيا كانت حقيقة القصص التى يتناقلها مستخدمو شبكة التواصل الاجتماعى عن تعامل المواطنين عند اكتشاف قنبلة فى أحد الأماكن، فإنها إن دلت على شىء، ستدل على أن أى محاولة لإشاعة الذعر بين المصريين ستبوء بالفشل فى كل الأحوال. أبسط هذه الروايات، التى تتحدث عن تجمع المصريين لمشاهدة عملية التفكيك، لتشعر أنك ليس أمام قنبلة إنما عرض سينمائى أو داخل أحد المسارح، تختفى علامات الخوف لتحل محلها علامات الاستمتاع بالحدث، ومحاولة الاقتراب منه حتى تتضح الرؤية، والتعامل مع خبراء المفرقعات، باعتبارهم أبطالا سينمائيين انتهوا توا من حضور حفل افتتاح أحد الأفلام، يسعى كل الموجودين لالتقاط صور «السيلفى» معهم، هذا المشهد المتكرر، يعد الأبسط بين مشاهد كثيرة، باتت منتشرة على شبكات التواصل الاجتماعى، لتعامل المصريين مع العبوات الناسفة والقنابل، ففى الإسكندرية، يروى أحد المواطنين كيف اكتشفوا جسما غريبا على شريط الترام فبادروا بالاتصال بالشرطة، وعندما حضر خبراء المفرقعات وبدأوا فى التعامل مع هذا الجسم وسط حضور جماهيرى مكثف لعرض التفكيك، سأل خبير المفرقعات فى ذهول: «حد قرب من القنبلة»، لتأتى الإجابة بسيطة لكنها مدوية على أذنيه، مفادها: «أحد جامعى القمامة، قرر تفكيك التليفون المحمول الموصول بالقنبلة، وقال هاخده أبيعه»، ربما يفتح الباب هنا للتساؤل عن الفقر الذى دفع هذا الرجل لتعريض حياته للخطر من أجل بيع تليفون محمول هو فى كل الأحوال لن يكون ثمنه كبيرا، إلا أن ذلك يؤكد أن حب المصريين للحياة أقوى من قنابل الإرهابيين. مشهد آخر تداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى، عن مواطن قرر حمل القنبلة والذهاب بها إلى قسم الشرطة، تحت شعار «نوفر وقت»، وسط تصفيق المتجمعين وصيحاتهم: اللهم صلى على النبى، وعندما دخل القسم، قال: «أنا عملت اللى على وجيبتلكم القنبلة، اعملوا انتو اللى عليكم وفككوها بقى»، وآخر قرر عدم انتظار خبراء المفرقعات، والتعامل مع القنبلة بنفسه، وذهب وأحضر إناء مملوء بالماء ووضع فيه القنبلة لإبطال مفعولها وسط صيحاته: «وسع وصلى على النبى». وأيا كانت حقيقة هذه الوقائع، أو أنها لا تتعدى قصصا خيالية، قرر المصريون نسجها لمواجهة حملة الخوف والرعب التى يشنها الإرهابيون فى مصر، فإن المصريين أعلنوا بها أنهم لن ينساقوا لحملات الخوف التى يشنها الإرهابيون أو حتى السلطة لتمرير قوانين تعادى أحلامهم، وأنهم يحبون الحياة ما استطاعوا إليها سبيلا.