أصبح حلم إنشاء نفق بقلب مدينة الإسماعيلية واقعًا بعد افتتاح مشروع نفق الثلاثيني أمس الاثنين بشكل نهائي أمام حركة السيارات والمارة، وهو ما لقي ترحابًا من المواطنين في المحافظة بعد عمل استغرق قرابة ال 16 شهرًا . حيث افتتح الرئيس "عبد الفتاح السيسي" ظهر الاثنين مشروع النفق ضمن 19 من مشروعات تطوير الطرق والمرافق في أنحاء الجمهورية بإشراف الهيئة الهندسية وبتكلفة 3.5 مليار جنيه، وتم الافتتاح عن طريق نظام الفيديو "كونفرانس" وأشرف على الافتتاح ضباط الهيئة الهندسية وضباط مرور الإسماعيلية نتيجة كثرة المشاريع، فيما توجه اللواء "أحمد ياسين" محافظ الإسماعيلية للقاء الرئيس بالقاهرة، وقال المهندس "أحمد الشهاوي" مسئول الإنشاءات بالشركة المدنية المنفذة للمشروع، إذ أن هذا المشروع يعد معجزة مقارنة بالفترة الزمنية والتحديات الهندسية به . وأضاف أن المدة التي أنجز فيها المشروع قياسية، نظرًا لحجم الأعمال والمرافق وطبيعة المكان والذي تطلب التعاون مع التنسيق مع شركة الكهرباء وشركة الغاز وشركة المياه والصرف وإدارة المرور، لتجهيز لإزالة المرافق القديمة ثم تصميم شبكات المياه والصرف و الكهرباء من جديد . وتكمن أهمية النفق في تسهيل الانسياب المروري بمحافظة الإسماعيلية، بعدما شهد قلب المدينة تكدسًا و شللًا مروريًا، بسبب وجود "مزلقان الثلاثيني"، وهو ما تسببت أيضًا في رفع أجرة التاكسي لاختناق قلب المدينة ويعد حلمًا مؤجلًا منذ أكثر من 8 سنوات . وأعلنت محافظة الإسماعيلية أن " السيسي" صدق على تكليف دار الهيئة الهندسية وهيئة عمليات القوات المسلحة، بإنهاء مشروع نفق "الثلاثيني" وازدواج كوبري "البلاجات" بالإسماعيلية في 27 نوفمبر 2013 إبان فترة وجوده كوزير للدفاع، ويبلغ طول النفق حوالي 700 متر، منها 254 متر يمر فيها النفق تحت خط السكك الحديدية بمنطقة شارع "الثلاثيني" بقلب مدينة الإسماعيلية، ويربط بمداخله ومخارجه بين شارع محمد على وطارق إبن زياد المتجه لمنطقة المحطة الجديدة، وفي الجهة الأخرى شارع السكة الحديد وميدان السنترال، ليشكل قلبًا جديدًا لربط أحياء المدينة معًا . واستغرق بناءه أكثر من عام بعدما كان مخططًا أن يتم إنشاءه في مدة زمنية بين 6 إلى 8 أشهر بتكلفة تجاوزت ال 230 مليون جنيه بسبب المعوقات التي ظهرت أثناء العمل، حيث كاد أن يتسبب ظهور المياه الجوفية أسفل النفق في إيقاف المشروع، إضافة إلى زيادة التكلفة نظرًا لقدم المرافق بالمنطقة وضرورة نقلها قبل تمام العمل . ويقع النفق على عمق 7 أمتار أسفل شارع " الثلاثيني "، وهو من أهم وأقدم الشوارع بمحافظة الإسماعيلية، والذي كان مليء بالعديد من المرافق القديمة مثل "مواسير" المياه و الصرف الصحي، و كابلات الكهرباء و الغاز الطبيعي إضافة إلى واجهات المحال التجارية والمقاهي . ويحوي النفق نظامي إضاءة أحدهم نهاري والأخر ليلي لمراعاة طبيعة الاختلاف بين الرؤية النهارية والليلية، إضافة لوجود " ومودل خاص " للعمل على تلافي مشاكل انقطاع الكهرباء، كما تم تزويده بمصافي لمياه الأمطار على جانبي النفق وتغطي كامل طوله وقد تم ربطها بغرفة طلمبات لضخ المياه لشبكة الصرف الصحي بالإسماعيلية . وبنيت جدران النفق على أعماق بين 15 إلى 25 متر بطول النفق، إضافة إلى سقف بطول الشارع، وتم عمل نظام عزل ووضع حوائط داخلية بكميات عمل كبيرة، حيث تم صب 34 ألف متر مسطح من الحوائط، بكميه مماثله لحوائط الخط الثالث لمترو الأنفاق، وهو ما كان من الممكن أن يتسبب في انهيار واجهات العمائر القديمة بالمنطقة، مما مثل تحديًا هندسيًا، وتطلب عمل "جسات" وترقيم كل المنازل والعمائر بالمنطقة وفحصها دوريًا . وزود النفق بما يقارب 17 كاميرا ثابتة، إضافة إلى 7 كاميرات متحركة تغطي جميع أجزاء النفق، وتم ربطها بغرفة تحكم بالقرب من النفق إضافة إلى ربطها بغرفة مرور الإسماعيلية، نظرًا لوجود إشارات ضوئية ونظام للتعامل مع الحوادث . كما تم عمل عدد من كباري المشاة أعلى النفق لتساعد المارة في العبور بين جهتي النفق مع محاولة الاحتفاظ بأكبر مساحة من الشارع أعلى النفق لضمان عدم قطع الطريق بين مناطق الإسماعيلية القديمة، إضافة إلى إنشاء كوبري للمشاة لربط مناطق عرايشية مصر، ومنطقة المحطة الجديدة والتي كان يفصل بينها خط السكك الحديدية . وواجه النفق عدة انتقادات بسبب عدم مراعاة الممرات لمشكلة ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى صغر وضيق كباري المشاة، وهو ما أكدت الهيئة الهندسية على حله بشكل نهائي، حيث تم التعاقد مع مكتب استشاري تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لتخصيص ممرات لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وآليات صعود على كباري المشاة بتكلفة قد تتجاوز 500 ألف جنيه .