أبنية عشوائية وانقطاع متكرر للمياه والكهرباء ومجارٍ طافحة تملأ أزقة حارات "بير أم سلطان" في مدخلها تفاجئك الوُرَش الممتدة على طول المداخل؛ ومقالبٌ للنفايات بدأت بالتمدد، حيث تحولت الشوارع إلى بؤر خصبة لتكاثر الفيروسات والجراثيم، هموم معيشية تثقل الكاهل.. اقتحمت "البديل" كالعادة ستار المجهول لمنطقة بير أم سلطان التابعة لحى البساتين، المتواجدة على الورق والمنسية على أرض الواقع؛ لننقل لكم عن توسلات وشكاوى سكانها لعل أحدًا ينظر إليهم بعدما تخلى عنهم الجميع. انقطاع المياه وأكوام القمامة فقال أحمد صبحي، مواطن 60 سنة، يسكن في هذا الحي وعامل بالأجر: تكمن مشكلة الانقطاع المتكرر لمياه في عدم وجود صيانة للمواسير ولأنها قديمة، فواحدة تنكسر وأخرى أكلها الصدأ وثالثة تلفت وأشتكى مصطفى أحمد هاشم، محاسب، عن كثرة أكوام القمامة التي صارت جزءًا أساسيًّا من حياتهم، والأهالي جعلوا من البير مقلبًا للقمامة وعربات جمع القمامة لا تأتي سوى مرة واحدة في الشهر والحشرات تخرج من القمامة تسبب الكثير من الأمراض للأهالي. تحولت المجاري الطافحة إلى متنزه غير مرغوب فيه للأطفال الذين يلعبون في الشوارع ، والكهرباء التى تنقطع باستمرار وتجعلنا نعيش فى ظلام والمجلس المحلي كأن الأمر لا يعنيه ، والحي أصبح منسيًّا ومهمشًا من قِبَل المسؤولين. المخدرات والبلطجية وقالت صفاء أحمد، موظفة: نعاني من مشكلات كثيرة يصعب حصرها, لكن مشكلتنا الرئيسة تكمن في الأمن فالعاملين بمركز شرطة البساتين أصبحت تصرفاتهم مؤرقة لنا في كل وقت وحين، لا يؤدون أي واجب من واجباتهم بطريقة صحيحة وأصبحوا المشكلة الرئيسة لنا، على الرغم من كثرة البلاغات والشكاوى التي يقدمها المواطنون، مما أدى إلى انتشار مروجي المخدرات ومتعاطوها واللصوص، وكثرة أعمال النهب والسطو على أراضي المواطنين. التوك توك ويقول سعيد الصعيدي، عامل 44 عامًا: انتشار التوك توك في الشوارع والحوارى والأزقة جريمة في جبين المجتمع فهو يقوده أطفال صغار أو بلطجية أو لصوص، وكل يوم نسمع ونشاهد جرائم ترتكب؛ إما قتل أو سرقة أو اغتصاب أو هتك عرض، ناهيك عن الألفاظ النابية والسب والعربدة، وطالب المسؤولين بإلغاء هذه المركبة المدمرة أو تقنينها؛ حتى لا يفلت من يرتكب أي فعل فاضح أو غيره. كثافة سكانية وأضافت صفاء: المنطقة تشهد كثافة سكانية عالية, ويقابلها بُطء وتوقُّف الخدمات الأساسية المقدمة للمنطقة من الجهات المعنية، لا يوجد طريق سالك في هذه المنطقة فجميعها حفر ومطبات وتحتاج إلى رصف. وقال طارق الجندى، موظف أمن: نعاني من كثرة انتشار البناء العشوائي، الذي فاق الحدود، كما أننا نتعرض لجرائم وحالات سرقة وخطف، خاصة في ظل عدم وجود أمن كاف يحد من حالات السرقة المنتشرة، مضيفًا نقص المياه وعدم توفر شبكة الصرف الصحي مشكلات تؤرقنا وتحول حياتنا الى جحيم. وأوضحت عفاف إبراهيم، مدرس تاريخ مقيمة بالمنطقة: سميت بير أم سلطان لوجود سور أثري يعود تاريخه لمئات السنين، يمتد من حي البساتين إلى حي مصر القديمة. لكن يبدو أن أثرًا كهذا لم يعرف أو يسمع عنه وزير الثقافة شيئًا، فالسور محاط بأكوام الزبالة التي تكاد تغطي نصفه، إضافة إلى اتخاذ الباعة الجائلين منه حائطًا لعرض بضاعتهم خاصة أنه ملاصق لموقف الميكروباص. المنطقة بيوتها من صفيح والفقر مدقع والماء شحيح والمجارى طافحة والأطفال أزمات ليست وليدة اليوم؛ بل أنهكها الانتظار على أبواب المسؤولين مطالبهم من مقومات الحياة البسيطة، التي لا يستطيع الإنسان أن يعيش إلَّا بها.. ملفات شائكة تبحث عن حلول.