أسفرت المواجهات المسلحة بين قوات الجيش والإرهابيين في شمال سيناء عن تجريف وحرق وتدمير القوات ل 50 % من مزارع الخوخ منذ ثورة 25 يناير حتى الآن تحت دعاوى استخدام الإرهابيين لهذه المزارع في الاختباء، واستخدمها كنقط انطلاق لعملياتهم المسلحة ضد القوات، الأمر الذي أدى لتشريد مئات المزارعين والأهالي بعد القضاء على مصدر رزقهم، كذلك ارتفاع ملوحة الآبار الجوفية الذي أدى لتقليل زراعة الخوخ . ويقول "أحمد سليم" أحد المزارعين من العريش، إن قوات الجيش حرقت ودمرت الكثير من مزارع الخوخ بحجة القضاء على العناصر التكفيرية، وأنهى حديثه بكلمات…"وناكل منين احنا" . وتابع "سليم" إن المحافظة لم توفر لهم بديل ولم تعوضهم عن مزارعهم المدمرة، وكانت تحوي أشجار معمرة عمرها سنوات، وتنتج آلاف الأطنان سنويًا من الخوخ ويُصدر إلى كافة أنحاء الجمهورية والعالم . ارتفاع ملوحة الآبار الجوفية قال المهندس "عاطف مطر" مدير مديرية الزراعة بشمال سيناء ، إن ارتفاع ملوحة مياه الآبار الجوفية في المحافظة أدى إلى انخفاض زراعات الخوخ من 60 ألفًا إلى 30 ألف فدان، مشيرًا إلى أن ملوحة المياه اضطرت المزارعين للاتجاه لزراعة الزيتون الذي يتحمل الملوحة والعطش . وفى إطار دور القوات المسلحة لتنمية الزراعة في سيناء قال مدير مديرية الزراعة في شمال سيناء إن القوات المسلحة وزعت أكثر من 1300 صوبة لزراعة الخضار على المزارعين في المراكز والقرى بمحافظات شمال سيناء التي كان نصيبها 400 صوبة بينما تم توزيع ألف صوبة في وسط سيناء. جمع ثمار الخوخ والعمل بها "مغامرة" تحولت مزارع الخوخ إلى مسرح للعمليات المسلحة، نظرًا لانتشارها في شرق العريش ورفح والشيخ زويد، وتحول جمع المحصول إلى "مغامرة"، أسفرت عن مقتل العشرات من المزارعين بطريق الخطأ . ويقول "رشدي محمد" مزارع بالعريش … منذ قيام ثورة 25 يناير ونحن نعاني من الخراب، وزاد في الأشهر الأخيرة مع الحرب على الإرهاب، حيث يواجه محصول الخوخ في كافة المزارع بخطر "البوار"، نتيجة تأثره بالحرب الدائرة في مناطق جنوب وشرق العريش ورفح والشيخ زويد، والتي تقع غالبية مزارع الخوخ في ميدان عملياتها، وهو ما أعاق جمعه ونقله، وأدى لتراجع أسعاره وتكبد المزارعين خسائر فادحة مهما كان غزارة إنتاجه، مؤكدًا أنهم "تخلصوا" من إنتاج هذا العام بسعر بخس، نظرًا للصعوبات التي تواجه عمليات القطف والنقل في مناطق ينهمر فيها الرصاص من كل جانب. هجرة المزارعين مع اتساع رقعة الحرب في شمال سيناء، والتي اتخذت من مزارع الخوخ والزيتون مسرح لعملياتها، زادت هجرة المزارعين من الأهالي لأراضيهم ومزارعهم، خاصة عقب مقتل العشرات منهم بطريق الخطأ أثناء عملهم، وكذلك ضيق الحال بعد أن تحول مصدر رزقهم إلى قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار في كل من يقترب منها. ويقول "محمود علي" مزارع بالعريش، إنه اضطر إلى بيع مزرعته بثمن بخس ولم يتقاضى إلا جزء بسيط من ثمنها بعد أن فشل المشترى في جمع ثمارها أو نقلها، نظرًا لصعوبة السير عبر طرق غير ممهدة وطلب سيارات النقل أسعار مضاعفة، إضافة إلى حظر التجوال . بينما قال "محمد علام" مزارع إن أغلب المزارعين بمناطق وقرى جنوب وغرب الجورة وأبو لفيتة وجنوب قرية التومة وجنوب قرية الخروبة جنوب وغرب مدينة الشيخ زويد، هجروا أراضيهم ومزارعهم خوفًا على حياتهم وحياة أبنائهم، بعد أن تحول العمل في مزارعهم إلى مغامرة لوقوعها في مرمى النيران. مزارع أم مخازن متفجرات؟؟ كان قد كشف مصدر أمني في شمال سيناء في 20 يناير الماضي، أن قوات الجيش المصري تمكنت من ضبط مخزن تحت الأرض تابع لتنظيم "أنصار بيت المقدس" جنوبي مدينة رفح، وعثر بداخله على 350 كيلو من مادة " تي أن تي " شديدة الانفجار، و35 عامود تفجير " باكاليت "، و 6 دوائر كهربائية و3 لفافات لأسلاك كهربائية، تستخدم في صنع المتفجرات. وأضاف المصدر الأمني أن قوات الصاعقة مدعومة بعناصر من مكافحة الإرهاب، تمكنت خلال حملة مداهمات لمنطقة زراعات الخوخ جنوب رفح، تطل على الحدود الإسرائيلية، من العثور على 9 خنادق خرسانية تحت الأرض، وبداخلها مولدات كهربائية، وأطعمة، وخرائط لأماكن عسكرية، وأعلام خاصة بتنظيم " داعش " الإرهابي . كما أكد أن عناصر"بيت المقدس" تستخدم تلك الخنادق الخرسانية للتخفي والاختباء عن قوات الجيش خلال حملات المداهمات، كما تستعملها كنقطة انطلاقة لعملياتهم الإرهابية. وكشف أن القوات الأمنية قامت بزرع 9 عبوات ناسفة بالخنادق التسعة ودمرتها عن بعد. أمطار مفيدة للزراعات الشتوية تعرضت مناطق مركز رفح بشمال سيناء اليومين الماضيين، لسقوط متقطع للأمطار، وقابلها الأهالي بالفرح والذين أكدوا أن سقوط المطر في هذا الوقت مفيد للزراعات الشتوية وأشجار الخوخ والمزارع، وأن سقوط المطر تأخر هذا العام . وأعلنت أجهزة محافظة شمال سيناء التنفيذية استعداداتها للموجه الشتوية المحتملة خلال الساعات المقبلة ورفع درجة التأهب بمناطق السيول والمستشفيات بمناطق وسط سيناء .