"مهمتنا هي مطاردة بوكو حرام ، ولدينا كل الوسائل للقيام بذلك " هذه الكلمات التي قالها دجيرو إبراهيم عقيد في الجيش التشادي عندما كان يستعد لقيادة قافلة عسكرية قوامها 400 سيارة نشرت في الكاميرون وشمال شرق نيجيريا كان لها أثر مطمئن على الشعب النيجيري، خاصة وأن تشاد من أكثر الدول اهتماما بأمن نيجيريا. في 16 يناير الجاري أرسلت هيئة تشاد التشريعية ما بين 1500 الى 2000 من رجال الأمن إلى الكاميرونونيجيريا، كما صوتت الهيئة التشادية بالإجماع على ارسال القوات لمساعدة الجنود الكاميرونيين والنيجيريين ضد الارهاب . وقد رحبت حكومة الكاميرون التدخل التشادي بل طلبت بصراحة الحصول على المساعدة، في حين كانت نيجيريا هادئة نسبياً غير راغبة في ذلك ولكن الوضع أقر ذلك لأن مشكلة بوكو حرام أصبحت اكبر من قدرات الحكومة النيجيرية وحدها . وقال كريس أولوكولاد المتحدث باسم الدفاع حول هذا الموضوع " إن أي دعم لعملياتنا سيكون موضع ترحيب ، ولكن لا بد من توجيهها بشكل صحيح إلى المفتاح في العمليات الجارية الخاصة بنا، نظرا لكون المكان هو أراضي نيجيريا" . والواضح أنه إذا كانت الكاميرون بحاجة إلى المساعدة فنيجيريا في حاجة لمساعدة أكبر، فمنذ بداية العام والمجهود الدولي على أشده في شن حرب ناجحة ضد بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا ، وقد تم توسيع عملياتها في شمال الكاميرون . والمشكلة التي تقابل الجيش النيجيري في مواجهة بوكو حرام هو افتقارهم للقوة النارية والمركبات الواقية والذخيرة حتى الأسلحة الأساسية فقيرة لأبعد الحدود وردود أفعال الجنود بطيئة ولذلك فهي دائماً تحتاج إلى مساعدة خارجية . وفي نهاية المطاف، قد يكمن الحل في قوة متعددة الجنسيات على غرار البعثة التي ارسلها الاتحاد الافريقي إلى الصومال لمحاربة حركة الشباب الارهابية والتي تعمل تحت راية تحت راية الاتحاد الافريقي مع تمويل من الاتحاد الأوروبي . تعتبر تشاد في وضع يسمح لها بتقديم مساعدة فورية احتياطية وارسال جنود مدربين إلى نيجيريا وذلك منذ عام 1998، عندما تأسست فرقة العمل المشتركة المتعددة الجنسيات (MJTF) لمكافحة اللصوصية في المناطق الحدودية بين تشاد والنيجر ونيجيريا، وظلت كل دولة تساهم بالأفراد على مر السنوات حتى أصبح هدفهم الاساسي هو التخلص من بوكو حرام . يمكن القول أن أحدث أسلوب مقترح من القوات التشادية في نيجيريا – هو التواصل مع القوات النيجيرية والمحاربة معهم جنبا إلى جنب، ثانيا فالتشاد لديها الإرادة السياسية لتحقيق ذلك مدفوعة من قبل المصلحة الذاتية، فدولة تشاد على الحدود مع نيجيريا وتراقب بقلق توسع بوكو حرام واتخاذها حيز من الكاميرون، اذن فمن شبه المؤكد أن تبدأ بوكو حرام في اتخاذ خطوات توسعية تجاه تشاد أيضاً . وبالنسبة للرئيس التشادي ادريس ديبي، الذي تعامل دائما بقسوة مع أي شئ تحد لسلطته، قال لابد من وأد هذا الخطر في المهد فلن ننتظر بوكو حرام أن تاتي بلادنا لنحاربها ويبدو أن ديبي مدفوعا بشكل كبير من خوفه ايضاً من مشكلة المتمردين في جنوبتشاد أي أن دافع تشاد إلى حد كبير هو المصلحة الذاتية فديبي لا يريد أن تتفاقم مشكلة المتمردين داخل تشاد لذلك فمن الأفضل مواجهة بوكو حرام]في نيجيريا ". لم تكتف تشاد بوأد أي خطر يهددها في نيجيريا فقط بل فردت شبكة كبرى لتامين أراضيها ففي يناير 2013، تم نشر الجنود التشاديين إلى مالي لمساعدة التدخل العسكري الفرنسي، ثم أدرجت بعد ذلك إلى بعثة الأممالمتحدة (UN) هناك . كما لعبت تشاد دورا قياديا في ملاحقة المتمردين الاسلاميين الفارين، وكانت فعالة للغاية في هذا الدور. ونجحت القوات التشادية في قتل وأسر أكثر من 100 مسلح جهادي واقتلاع شبكة من مخابئ الأسلحة ومستودعات الوقود، والمواد الغذائية المخبأة بين الكهوف التي لا تعد ولا تحصى . وبرغم تلك الجهود التشادية الا أنه منذ نشر الجنود التشاديين في عام 2013 في جمهورية أفريقيا الوسطى كجزء من القوة الإقليمية التي أصبحت مهمة حفظ السلام للاتحاد الافريقي، والشائعات تطارد الجنود التشاديين بانهم ساعدوا الحركة المتمردة سيليكا للاستيلاء على العاصمة بالتزكية ، كما تورطوا في سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان السيئة . وقال مكتب الأممالمتحدة للمفوض السامي لحقوق الإنسان في تقرير لها أنها تلقت تقارير موثوق بها عن تواطؤ بين القوات التشادية والمتمردين، فضلا عن شهادة المواطنين بأفريقيا الوسطى بأنهم رأوا رجال يرتدون الزي العسكري التشادي أطلقوا النار وقتلوا مدنيين ، في نهاية المطاف برغم كل تلك التضاربات الا ان تشاد ماضية قدما في محاربة بوكو حرام وقد تنجح .