بكينا حتى أصبحت الدموع أنهارا، وشجبنا فغرقنا في الشجب والاستنكار،إنه ليس بوقت مقالات ولا أحاديث، ولا وقت حزن فالحزن فاض وعم وكفى ووفى، ولن أسهب في الحديث عن تناول الإعلام لاستشهاد الجنود المصريين في سيناء والذي أهتم بالعويل والغناء الحزين على وجوه أحبائهم وأهاليهم بكل برود وعدم احترام مشاعر الجرح بقلوبهم التي هي أكبر من أي كلام، ولن أعلن الدهشة والسخافة التي شعرت بها عندما قرأت بيان القوات المسلحة عن استشهاد جنودنا. لن أقول إذا كان تم إعلان الحداد عدة أيام على ملك السعودية مجاملة فإعلان الحداد على حراس مصر فرض عين، ولن أسب وألعن في كل إخواني وكل من تشفى في دم الشهداء لأن الحديث عن الخسة والوضاعة، إضاعة للوقت وحرق للدم على أشخاص خونة يستحقون الحرق أحياء، ولن أبكي على أبطالك يا مصر فهم عاشوا فرسان وماتوا شهداء في نعيم الله نحن من نستحق الرثاء لأننا نحيا في هذا المستنقع العفن المشحون بالخونة ولا نعرف كيف الخلاص؟. ما يؤلمني حقاً أن هؤلاء الجنود وكأنهم مغضوب عليهم، كل من في سيناء من المغضوبين عليهم فالسؤال هنا كيف نكون في حالة حرب وطوارئ وتكون تلك المنطقة مشتعلة بالخطر ويحدث بها تلك الخطة الممنهجة والتي حدثت على مراحل في البداية تنفجر سيارة مفخخة في كمين قرية كرم القواديس بجنوب الشيخ زويد، والأمر هنا ليس بالهين فكيف وصلت تلك السيارة بجوار الكمين ؟! كيف استطاعت أن تفر من التفتيش كيف لم يشتبه بها والأدهى عندما تحركت قوات من مناطق أخرى لإنقاذ جنود الكمين تم استهداف مدرعتين بعبوات ناسفة وكأنه كمين محكم. لم تنته المصيبة عند ذلك الحد، بل يخرج الإرهابي لسانه للشعب وللدولة عبر إطلاق النار على سيارات الإسعاف التي حملت المصابين إلى مستشفى العريش العسكري ويوقعوا بها قتلى وجرحى ليصل عدد القتلى لأكثر من 30 قتيلا وإصابة العشرات وهذا ما أعلنته وسائل الاعلام أما الحقيقة فيعلمها الله وحده، هل الإمكانيات المتاحة للجنود في سيناء تخولهم لخوض تلك الحرب الشاملة ؟! ، المشكلة أن جنودنا يحاربون شبح هلامي له ألف ذراع، إن كان له عشرات الأذرع الخارجية فله مئات الأذرع الداخلية. وللأسف الخيانة من الداخل هي التي تلحق أكبر الخسائر، فالمتورطون في دماء جنودنا الطاهرة للأسف ليسوا من الخونة والعملاء والأعداء فقط، بل التقصير والتساهل في قطرة دم عسكري من أبناء مصر، أصبح الوضع الآن كلعبة كرة القدم مع الفارق في الهدف تغيير خاطئ من المدرب قد تطيح بهدف وخطة عقيمة قد تطيح بالمبارة، ويظل المتفرجون ما بين الهتاف تارة والصراخ والبكاء تارة أخرى وفي النهاية الكل يغادر. أيها الوطن الغالي مصيرك لابد أن لا يكون مبارة وأبناء شعبك من البواسل لا يجب أن يكونوا من المتفرجين، انقاذ الوطن في رقابنا جميعاً وليس في رقاب أبناء الجيش والشرطة فقط حتى يدفعون الثمن ونحن نجلس أمام شاشات التلفاز نبكيهم ونحن نشرب الشاي الساخن في هذا الشتاء وننتظر البقية .