يسيطر الأجانب على العمل الأثري في مصر عن طريق البعثات الأجنبية التي ترتع فى بلدنا وتستحوذ على كامل المواقع المهمة، بالرغم من أن مصر لديها وزارة بها أكثر من 38 ألف موظف من علماء وأثريين من ذوي الكفاءة، ولكن يتم تجاهلهم وإرسالهم إلى وظائف إدارية، ولهذا لا تجد بعثات أثرية مصرية، وإن وجدت تكون فى أماكن غير مهمة بعيدة عن الأماكن الأساسية التى يحتكرها الغرب. يروي أمير جمال، منسق حركة "سرقات لا تنقطع" ل "البديل" قصتين عن أن مصر كان لديها علماء آثار قاموا باكتشافات عديدة، ولكن الآن يتم الاعتماد على البعثات الأجنبية دون العمل على تدريب المصريين على التنقيب والترميم؛ حتى يكون لدينا أكفاء في مجال العمل الأثري، واكتفت الوزارة بوضع الأثريين في وظائف روتينية تقتل إبداعاتهم. الريس فاروق شارد تأمل "الريس فاروق شارد" التربة أثناء قيامة بتنظيف الأرضية فى معبد الأقصر مع عماله، وتعجب من تغير التربة عند هذا الجزء الذى ظهر جراء عمليات التنظيف. وبحكم خبرته فى مجال الآثار فإن تغير التربة فى المناطق الأثرية يحوى شيئًا ما، فقام بعمل حفر بعمق 80 سم، وعثر على حجر من الجرانيت الوردي، فقام على الفور بإبلاغ الأثريين فى المعبد، ولكنهم سخروا منه، وقالوا إنه مجرد حجر، وغادروا الموقع. فقام "الريس" بالاتصال بالدكتور محمد الصغير رئيس البعثة، الذي جاء إلى الموقع مسرعاً، فشرح له الموقف، وقال: أريد 15 عاملاً من أجل المساعدة فى الحفر، وفعلاً استجاب له الدكتور، فقام بربط الحجر بالحبال ورفعه بمساعدة الحراس بالمعبد والعمال، وحتى السياح شاركوا في الرفع. وعندما استقر رفع الحجر، نزل الريس فاروق إلى الحفرة، وهنا وجد شيئًا غريبًا، وجد جزءاً من يد تمسك مفتاح الحياة بيدها، فتملكه حماس المستكشفين، فحفر وحفر، فتم اكتشاف تمثال كامل لأمنحتب الثالث، وهو من الجرانيت الوردي بارع الجمال، ووجد بجواره ثلاثة تماثيل أخرى، وعندما رآها الدكتور محمد الصغير، قال إن هذه خبيئة، وقام بإبلاغ الهيئة في القاهرة، وتم تشكيل لجنة كبيرة. تم عمل حفائر بمشاركة 200 عامل على عمق 4 أمتار، فلم يتم العثور على شيء، وبعد ذلك أعطى الأمر لأحد العمال بالنزول في الحفرة ذات الأربعة أمتار، وقال له: أريد أن تحفر وتأتى لى بتربة فى قاع الحفرة. فقام بالحفر، وعندما ضرب العامل الأرض، جاءت الضربة على حجر، فسمعوا صوت الاحتكاك، فقال للعامل: انتظر. فنزل إلى الحفرة، وقام بإزاحة التراب، فوجد تمثالاً من المرمر حوالي 75 سم، فنظف أكثر وأكثر بتلهف شديد؛ ليكشف عن بداية خبيئة تشبه بئر الساقية محفورة في الأرض الصلبة، ووجد تماثيل كبيرة مكدسة فوق بعضها، وتم الكشف عن حوالي 15 تمثالاً أو أكثر في هذه الخبيئة المهمة التي تعرض بعضها في متحف الأقصر، وكان لذلك الاكتشاف صدى إعلامي عالمي، وأجرت معه وسائل الإعلام العالمية مقابلات، وتوفى الريس فاروق منذ شهور قليلة. هذا نموذج يثبت أن المصريين يستطيعون أن يتفوقوا على الأجانب لو أتيحت لهم الفرصة، ولو وجد مسئولون مثل الدكتور محمد الصغير الذى لم يسخر منه مثلما فعل الأثريون الصغار، وإنما سمع كلام الريس فاروق، واستجاب له. هناك نماذج مصرية تستطيع أن تتفوق على أى بعثات أجنبية، وتكتشف أكثر منهم، وتحتاج فقط اهتمامًا ورعاية وفك سيطرة الأجانب على الآثار المصرية. والتماثيل التي اكتشفها نادرة تعود إلى أمنحتب الثالث وحور محب، واكتشفها الريس فاروق سنة 1988. محمد زكريا غنيم اكتشف عالم ال0ثار المصرى محمد زكريا غنيم القناع الجنائزى للسيدة كا نفر نفر فى محيط هرم الملك سخم خت فى سقارة. والقناع مسجل بسجلات سقارة بتاريخ 26 فبراير 1952 سجل 6 رقم 6119. القناع سرق وهرب، ويعرض فى متحف سانت لويس فى أمريكا. والسارق هو على أبو طعام تاجر آثار لبنانى باعه لمتحف بنصف مليون دولار، وسرقه من مخازن سقارة بواسطة بعض المسئولين، ورفعت الآثار دعوى من أجل استرداد القناع، والعجيب أنها بعد ما رفعت الدعوى، تجاهلت الموضوع، ولم تتابع سير القضية رغم امتلاكها أدلة قاطعة تثبت أن القناع حق لمصر من أوراق وثبوتات لم تقدمها للمحكمة الأمريكية؛ مما جعل المحكمة تحكم بحق المتحف الأمريكى في هذا القناع. وهنا سؤال يطرح نفسه: هل تم دفع أموال من المتحف الأمريكى لبعض المسئولين حتى يتجاهلوا القضية؟ فالمسئول عن إهمال تلك القضية هو زاهى حواس، وهناك أنباء تتردد بقوة عن علاقتة القوية بتعطيل القضية وكذلك الوزير السابق محمد إبراهيم، وإلى الآن لم تقدم وزارة الآثار دعوى أخرى من أجل تحريك القضية وتقديم الأوراق التى تم تعطيلها عمدًا. القناع قطعة فنية عالية جدًّا ومن القطع النادرة التى وصلت إلينا من الأسرة 19. هذا القناع اكتشف منذ زمن طويل، ولكن لم يعرض وقتها، وظل فى المخازن إلى أن سرق، ربما لو كان عرض لنجا من السرقة، ولكن هذه هى حال الاكتشافات فى مصر، آثار ثمينة تكتشف، فيكون مصيرها فى المخازن رغم وجود أكثر من 50 متحفًا فى مصر كثير منها مغلق والباقى خاوٍ ويغمره الإهمال، بخلاف عشرات المبانى التراثية التى لا تستغل، مثل قصر البارون وغيره. إذًا ما فائدة الاكتشافات التى تحدث فى مصر ما دامت نهايتها فى المخازن، وتدخل طى النسيان، فتسرق أو تقلد؟َ!