توفي الأربعاء الماضي الريس فاروق شارد، مكتشف خبيئة معبد الأقصر، عن عمر تجاوز الستين عامًا، بقريته (القلعة) التابعة لمركز قفط بمحافظة قنا. "شارد" أحد أقدم عمال الحفائر الذين رافقوا البعثات الأجنبية في التنقيب عن الآثار في محافظات الصعيد، ويرجع الفضل له في اكتشاف خبيئة معبد الأقصر، عندما كان يعمل مع البعثة المصرية في ترميم أرضية معبد الأقصر؛ حيث لاحظ تغيير لون التربة واستطاع بمعاونة 15 عاملاً وبمساعدة السياح اكتشاف أول تماثيل الخبيئة وكان للمك أمنحتب الثالث. يحكي الريس فاروق شارد قصة الاكتشاف في مقابلة سابقة أجرتها "الوفد" معه قائلاً: "كنت أعمل مع البعثة المصرية برئاسة الدكتور محمد الصغير بمعبد الأقصر لتنظيف الأرضية، فوجئت أن لون التربة قد تغير تماما، فحفرت بها حوالي 80سم فوجدنا حجراً من الجرانيت الوردي فقمت بمناداة الأثريين الذين سخروا مني وقالوا إنها مجرد حجر وغادروا الموقع لأن الحجر ليس له قيمة بالنسبة لهم، فقمت بالاتصال بالدكتور محمد الصغير شخصياً كرئيس للبعثة فجاء إلى الموقع مسرعاً". أضاف: "فشرحت له الموقف وقلت له أريد 15 عاملاً فقط ونريد أن نرفع الحجر الثقيل، فقال لي الدكتور محمد الصغير من أمرك بالحفر هنا؟ أردم هذه الحفرة حالاً فتم الردم؛ فقلت له نريد أن نخرج الحجر ربما يكون هناك شيء فاقتنع بكلامي على مضض؛ فقمت بربط الحجر بالحبال ورفعه بمساعدة الحراس بالمعبد والعمال حتى السياح شاركونا في الرفع. فقال د. محمد إن هذا الحجر هو قاعدة لتمثال فنزلت مكان الحجر للحفر فوجدت جزءاً من يد تمسك مفتاح الحياة بيدها، فحفرت وحفرت فتم الكشف عن التمثال كاملاً وكان لأمنحتب الثالث، وهو من الجرانيت الوردي بارع الجمال، ووجدت بجواره ثلاثة تماثيل أخرى، وعندما رآها د. محمد الصغير قال إن هذه خبيئة وقام بإبلاغ الهيئة في القاهرة وتم تشكيل لجنة كبيرة". يضيف الراحل: "تم عمل حفائر بمشاركة 200 عامل على عمق 4 أمتار فلم يتم العثور على شيء؛ وبعد ذلك قمت بإعطاء الأمر لأحد العمال بالنزول في الحفرة ذات الأربعة أمتار، وقلت له أريدك أن تحفر بفأسك وتأتي لي بعينة من التربة في آخر محاولة سنقوم بها، فقام بالحفر وكان أول ضربة فأس من العامل في التمثال سمعنا صوت الضرب والاحتكاك فقلت للعامل انتظر فنزلت تحت إلى الحفرة فقمت بإزاحة التراب فوجدت تمثالاً من المرمر حوالي 75سم فنظفت أكثر وأكثر بتلهف شديد فقمت بكشف بداية الخبيئة التي تشبه بئر الساقية محفور في الأرض الصلبة فقمت بتحديده فوجدت تماثيل كبيرة مكدسة فوق بعضها فقمت بالاتصال بالدكتور محمد الصغير وتم الكشف حوالي 15 تمثالاً أو أكثر في هذه الخبيئة المهمة التي تعرض في متحف الأقصر وكان لذلك الاكتشاف صدى إعلامي عالمي وأجريت معي مقابلات إعلامية ونشرت عنى مجلات أجنبية ومنها مجلة "لوفيجارو" الفرنسية ".