أصبحت عملية قطع المياه عن مراكز وقرى بأكملها في محافظة المنيا مسلسلاً تتجدد حلقاته من حين لآخر، ويدفع المواطنون ثمنًا ل "الامبالاة" الإدراية بقطاع شركة مياه الشرب والصرف الصحي. وبين الطلمبات الحبشية وشواطئ الترع تقف حشود كبيرة، فيما يلجأ مترفوها للمياه المعدنية. ومع توقف المخابز البلدية وتراكم القمامة، يمتزج العطش بالجوع والأوبئة. في يوم 10 ديسمبر استيقظ أهالي مركز مطاي على انقطاع المياه الذي استمر 4 أيام متتالية؛ بسبب كسر ماسورة المياه الرئيسية المغذية للمركز بأكلمه؛ ليضرب العطش قرابة 190 ألف نسمة، ولجأ عدد كبير للطلبمات الحبشية كبديل لمياه الشرب، وأيضًا الترع والمصارف كبديل لأغراض منزلية كتنظيف المنازل والملابس. كما توقفت المخابز عن إنتاج الخبز، وبعضها اعتمد على مياه الترع غير الصالحة، ولم تنتج أكثر من نصف حصتها من الدقيق المدعم. وقال عدد من أهالي مطاي بينهم رئيس المركز العربي لحقوق الإنسان أحمد شبيب إن المشكلة تتكرر كل عام، وتتخذ إدارة شركة المياه حلولاً مؤقتة لا جذرية؛ ما يتسبب في توقف مخابز الخبز المدعم واعتماد الأهالي على مياه غير صالحة من الترع والطلمبات. وقدم 28 محاميًا بمطاي بلاغات ضد وزير الإسكان والمسئولين بشركة المياه، والمقاول المنفذ للمشروع، يتهمونهم بإهدار المال العام في تركيب مواسير ووصلات غير مطابقة للمواصفات، وصرف مبالغ طائلة في أعمال الصيانة، وتوقف المحطة القديمة بعد صرف 2 مليون جنيه لتشغيلها خاصة وقت حدوث أعطال. وجاءت ردود شركة مياه الشرب بالمنيا لتؤكد الفشل الإداري عندما قال رئيس الشركة الدكتور إبراهيم خالد إن سبب العطل يرجع لهبوط في خط المياه الرئيسي المصنوع من مواسير أسمنتية قطر 800 ملي، وتم تنفيذه في أرض مصرف تربتها رخوة سبق ردمه عام 1991، ومع مرور السيارات الثقيلة حدث الهبوط، وأن الخط لا توجد له قطع غيار متوفرة، وإنما يتم تصنيعهها خصيصًا لهذا الأمر الذي يستغرق وقتًا. وخلال فترة العطل اكتفت الشركة بإيفاد 5 سيارات مياه شهدت ما يشبه بحالة اقتتال من المواطنين في سبيل ملء جراكن المياه. ومن مركز مطاي إلى مركز سمالوط، حيث انقطعت المياه الأحد الماضي؛ بسبب إجراء صيانه في المحطة الأم بقرية "عرب الزينة". وإلى مركز ديرمواس، وهناك تكررت عملية انقطاع المياه عن عدد من قرى المركز، وأعلنت مديرية أمن المنيا أنه تم ضبط عاطلين وقت سرقتهما أسلاك خطوط المياه، فيما أكد الأهالي أن أعطالاً فنية بمواسير المياه تحدث خلال فترات متباعدة، وتتسبب في انقطاع المياه. وتكررت وقائع انقطاع المياه بمركز ومدينة المنيا، خاصة بالأحياء الشعبية "أبو هلال- الخشابة – عزبة محمد بدوي"، وأيضًا في قرى "تله – البرجاية – طوخ الخيل – صفط الخمار"، وشهدت تلك الأماكن خروج الأهالي في مسيرات بالجراكن بحثًا عن المياه. ورصدت "البديل" في أكثر من واقعة اصطفاف الأهالي أمام طلمبات المياه الحبشية وخروجهم في مسيرات بالجراكن؛ للبحث عن بديل لانقطاع المياه المتكرر، وكان قد صرح سلفًا مدير شركة المياه ل "البديل" بأن مواسير المياه معظمها متهالكة وتعمل منذ الستينيات.