تصوير : محمد حكيم يتبع الجامع التصميم العام للمسجد النبوي الشريف، وينتمي للطراز العربي القديم، يتكون من صحن مكشوف به 4 أروقة وهي (رواق القبلة- الرواق الشمالي- الرواق الشرقي- الرواق الغربي)، وجدرانه مبنية بواسطة الآجر، أما أعمدته فمن الرخام والجرانيت، وسقفه من الخشب، وتزيد سمك جدرانه علي المتر المربع. أبرز معالمه المعمارية هي المأذنة التي بنيت في العصر العثماني، والتي لا يوجد مثيلها سوي بمسجد محمد علي باشا بالقاهرة، واستمد تصميمها من مسجد «أحمد» في اسطانبول. السقيفة وملاقف الهواء.. وقاية المصلين من الشمس، كانت وظيفة السقيفة "المظلة" الموجودة بالواجهة الشمالية الرئيسية، وتحتها كان يجلس الأطفال لتلقي العلوم وحفظ القرآن، كما كانت تقي المصلين أثناء وقوفهم للوضوء علي حوض المياه المتصل مباشرة بنهر النيل وقتها. تلك السقيفة هي أول نموذج مظلات بالمنيا، وأول نموذج يدل علي بناية المسجد في العصر الفاطمي لكونها تتشابه مع السقيفة الخاصة بمسجد الصالح طلائع بن زريق بالقاهرة، والذي حكم المنيا والأشمونين في فترة بناء "اللمطي" وبعدها تولي حكم القاهرة الفاطمية وهناك بني مسجده عام 555 ه. أما "ملاقف الهواء"، فهي عبارة عن فتحات أعلي سطح الجامع موجودة منذ بنايته وتقوم باستقبال الهواء القادم من الناحية الشمالية وتوجهه أسفل ساحة الصلاة، وتساعد الشرف المدببة التي كما تضفي طابعًا مميزًا على المعمار، على توزيع الهواء بشكل جيد. «اللمطي» مركزًا للحكم.. تعرض الجامع لفيضانات عدة، نظرا لقربه من نهر النيل، وبالتالي أجريت له أعمال تجديد بدأت في العصر الأيوبي عام 578 ه – 1182 م، علي يد الأمير الأيوبي «أبو اللمطي» الذي نسب إليه اسم المسجد، وقد أضاف المدخل الحجري الشمالي الذي جُلب من أعمدة الكنائس والمعابد المسيحية واليهودية القديمة، وتوالت أعمال التجديد في العصر العثماني حيث أضيفت المأذنة الحالية والمنبر الخشبي, وفي العصر المملوكي سقطت الواجهة الشمالية الرئيسية للمسجد عام 1974. على الرغم من الفياضانات، كان «اللمطي» مركزًا للحكم في العصر المملوكي, ودل علي ذلك اللوح الرخامي وهو عبارة عن مرسوم ضريبي موجود برواق القبلة مؤرخ بسنة (843 ه – 1439 م) والذي أوضح آلية تجميع الضرائب من المنيا وضواحيها، ويرجع هذا المرسوم لعهد السلطان المملوكي أبو سعيد جقمق، وكذا كتابة أثرية مدون عليها "هذا المسجد المبارك صنع في مرتفع بن مجلي بن سلطان المصري". "سياح وبيتعاكسوا".. يقول "الحفناوي" أن الجامع يستقبل بصفة يومية وفود من دول عدة منها فرنسا وأندويسيا وتركيا وغيرها، بجانب طلاب المدارس ومنظمات المجتمع المدني، وأن جميعهم يتعرضون للمعاكسات والمضايقات من قبل السائقين، ما يجبرنا علي إدخالهم من الباب الخلفي، و"للأسف تكون دورات المياه أول ما تقع أعينهم عليه". 7 محاضر والرد ضايع.. وانهالت محاضر حررت بمعرفة مفتشي آثار الجامع، معظمها كان بغرض إبعاد موقف السيارات من أمام الواجهة الشمالية الرئيسية، وبرغم إرفاق صور بأرقام السيارات وتواجدها، إلا أن الردود ظلت حائرة بين المحافظة وإدارة المرور والمواقف وانتهت بلا جدوي. خطر الموت!! كشك كهرباء يتوسط الجامع من الناحية الشرقية، ليحجب معالمه المعمارية والأثرية والأدهي أن الكشك يجاور هيئة تنشيط السياحة، وتهدد عبارة "خطر الموت" الجامع حال انفجار المحول نتيجة حدوث أية أعمال عنف متعمدة أو نتيجة أعطال فنية، ووقتها سينال الانفجار من رواق القبلة والمنبر والجدران الأثرية وسيصبح الأثر بلا قيمة. حريق هائل.. شب حريق هائل بقصر هدي شعراوي الملاصق لجامع "اللمطي" أكتوبر المنصرم، نتيجة اشتعال النيران بأغصان الأشجار والنخيل بحديقة القصر، وكاد الحريق أن يحدث خسائر وتلفيات بالجامع، وقد أكدا كلا من الدكتور رجب محمد عبد السلام- مدير عام أثار مصر الوسطى و شمال الصعيد للآثار الإسلامية والقبطية، ومجدى عبد الله زين- مدير منطقه أثار شمال المنيا، عدم حدوث أية تلفيات، وهو ما سجله المحضر رقم 10225 إدارى قسم المنيا. مطالب.. والأمر ليس بديهيًا!! "الجامع يحتاج ترميم وتجديد كلي للحفاظ عليه مع الاحتفاظ بأصالة و كينونة الجامع الأثرية والتاريخية وكذا ا إبعاد موقف السيارات ومحول الكهرباء, مع توفير عمال النظافه الكافيين لمتابعه نظافه الجامع باستمرار". هذا ما "يطالب" به «الحفناوي»، بعد أن طالب بما يعتبره البعض منا أمرًا بديهيًا بالأماكن الآثرية، وهو "أن يدخل الجامع الخريطة السياحية الأثرية، وأن يتم عمل بطاقة تعريفية تليق به وإعداد كتيبات تعريفية تهدى للزائرين، وكذا عمل لوحات إرشادية توضح تاريخ الأثر"! كما طالب «الحفناوي» بتوفير وسائل أمن وحراسة وسلامة حديثة، مثل كاشفات ضوئية تظهر معالمه ليلًا، ووضع أبواب إليكترونية وكاميرات مراقبة وأبواب حديدية كبيرة، وأخيرًا استغلال ساحة الجامع الشمالية فى عمل الأنشطة والورش بعد تعلية سورها الحديدى.