أثار ظهور فيروس الإيبولا في دول غرب إفريقا رعبا شديدا خلال الفترة الماضية وحصد آلاف الأرواح، لم تنته أزمة الإيبولا حتى طفى على السطح أزمة مرض الطاعون في مدغشقر، حيث تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية من قبل وزارة الصحة في مدغشقر مطلع الشهر الجاري بتفشي الطاعون. تفاقم الوضع حتى أصبح لا يقل خطراً عن مرض الإيبولا فاعتبارا من 16 نوفمبر تم التأكيد على أن هناك 119 حالة مصابة بالطاعون، بينها 40 حالة وفاة، وقد تم الإبلاغ عن حالات في 16 مقاطعة من سبع مناطق. ومنها أنتاناناريفو، عاصمة مدغشقر وأكبر مدينة فيها، وهناك الآن مخاطر للانتشار السريع للمرض بسبب الكثافة السكانية العالية في المدينة وضعف نظام الرعاية الصحية مما جعل الوضع أكثر تعقيدا من مستوى المقاومة المنصب على مادة الدلتاميثرين (مبيد حشري يستخدم للسيطرة على البراغيث) للقضاء على نقل العدوى . تم تفعيل قوة عمل وطنية لإدارة تفشي المرض بدعم من شركاء – بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، ومعهد باستور في مدغشقر، والصليب الأحمر – كما وضعت حكومة مدغشقر استراتيجيات فعالة للسيطرة على انتشار المرض، وبفضل مساعدة مالية من البنك الإفريقي للتنمية، تم وضع مشروع استجابة يقدر ب 200،000 دولار وقدمت المنظمة الدعم بالخبرات والموارد البشرية والتقنية. الطاعون مرض بكتيري تسببه يرسينيا بيستيس، مما يؤثر في المقام الأول على القوارض البرية، وينتقل المرض من القوارض إلى آخر عن طريق البراغيث، ثم ينتقل للبشر عن طريق العض من قبل برغوث مصاب وعادة ما تتطور تورم العضه إلى الطاعون، ثم تسوء حالة الرئتين بوصول البكتريا إليها وتطور حالة المريض إلى التهاب رئوي الذي ينتقل من شخص لآخر ويصعب السيطرة على انتقاله عن طريق الرذاذ والسعال.