سبع دقائق من الاشتباكات التي خاضها فلسطينيون في مدينة القدسالمحتلة مع مستوطنين إسرائيليين كانت كفيلة بأن تُشعل فتيل الثورة من جديد، وأن تزيد من وتيرة الأحداث الجارية في مدينة القدسالمحتلة، وما شكل حالة تتابع لردود الأفعال المختلفة التي توزعت بين الناشطين الذين يهتفون نصرة للأقصى، والمقاومين الذين يستخدمون الوسائل البسيطة والمتاحة للدفاع عن المقدسات العربية والاسلامية في وجه الممارسات الاسرائيلية التي لا زالت تبطش بالأرض والحجر ولا تستثني أحداً من أفعالها. العملية التي وقعت في معهد "هارنوف" في دير ياسين غربي القدس أدت إلى مقتل خمسة مستوطنين اسرائيليين وإصابة نحو 15 آخرين خلال اقتحام نفذه إثنان من الفلسطينيين في كنيس يهودي بمدينة القدسالمحتلة، وقد استخدم الفلسطينيون في هذا الهجوم السكاكين ومسدساً واحداً، هذا وقد علق قائد شرطة الاحتلال على هذه العملية بالقول: :"العملية من أصعب العمليات في السنوات الأخيرة، لا يوجد حلول سحرية لهذه العمليات، ولا يمكنك منعها بشكل مطلق". شهداء عملية القدس غسان محمد أبو جمل 27 عاماً وعدي عبد أبو جمل 22 عاماً منفذا هذه العملية قُتلوا إثر إطلاق النار عليهم من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلية ما أدى إلى استشهادهم على الفور. عملية القدس أعادت نفوس الفلسطينيين إلى مربع انتفاضة الأقصى، والتي تثبت للاحتلال الاسرائيلي أن استفزاز الفلسطينيين لن يؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه، وأنَّ الأمور تتصاعد تدريجياً لتصل إلى ثورة عارمة ومتجددة بين أوساط الجماهير الفلسطينية والقوى المقاومة، وقد تجول البديل في شوارع غزة التي امتلأت بالتكبيرات والألعاب النارية حيث قال نضال حمادة: "نحن نريد انتفاضة ثالثة ورابعة إلى أن يتوقف هذا الاحتلال عن ما يقوم به بحق مقدساتنا وأهلنا في القدسالمحتلة"، وأضاف حمادة: "هؤلاء الناس وحشيين بما يكفي كي نرد عليهم بهذه القسوى، ودماء شهداءنا لم تبرد بعد، فقد قاموا بشنق الشاب حسن الرموني البارحة، بعد أن احتجزوه في الباص الذي يعمل عليه كسائق وانهالوا عليه بالضرب ثم قاموا بشنقه، ودماء هذا الشاب البريء لا تزل ساخنةً إلى الآن، هذا ولن تبرد دماء الشهداء مهما طالت الأزمان". الشهيد حسن الرموني هذا وقد أجرى البديل لقاءً مع الحاجة أم ناصر التي قالت بأنَّ التاريخ والجغرافيا لن تُغيِّر من بشرٍ اعتادوا على العيش على أكتاف الآخرين، في إشارة منها إلى أن ممارسات دولة الاحتلال الاسرائيلية لن تتبدل مهما حاول الفلسطينيون إيجاد حل سياسي مع هذه الدولة، وتابعت أم ناصر حديثها لمراسل البديل: "لم نعد نطلب عوناً من أحد، فلن يجيب نداءنا سوى أيدينا، لذلك سنضربهم بالحجارة، وستضربهم المقاومة بالصواريخ، سوف تلحقهم دماء أبنائنا، دماء الرموني ومعتز حجازي حاضرة وسوف تذكرنا دائماً بأنَّ فلسطين تنتظرنا ولا تنتظر سوانا". الأحداث اليوم في الأراضي الفلسطينية تعيدنا إلى تضحيات الانتفاضة وطاقة الفلسطينيين التي ما تلبث أن تهدأ.. حتى تنطلق مجدداً نحو الأمل بالحصول على ما اغتصبته دولة الاحتلال. ورسالة الفلسطينيين اليوم تقول لهذا العالم: حتى وإن هدأ الجميع، فهذا الشعب لن يهدأ!