ذكرت مجلة "ليكسبريس" الفرنسية أن المعارضة والمجتمع المدني في بوركينا فاسو دعيا الشعب إلى استعراض للقوة اليوم، احتجاجًا على تولي الكولونيل "اسحاق زيدا" رئاسة الفترة الانتقالية بدعم من الجيش. كان كبار ضباط الجيش قد اختاروا أمس، بعد أربع وعشرين ساعة من سقوط وهروب الرئيس "بليز كومباوري" نتيجة احتجاجات للشعب بعد 27 عامًا قضاها في السلطة، "بالاجماع" الكولونيل "اسحاق زيدا"، 49 عامًا، كرئيس انتقالي للبلاد. وأشارت المجلة إلى أنه في محاولة لطمأنة الشعب وإبعاد شبح المجلس العسكري الاستبدادي، أكد الجيش أن الانتقال سيتم بطريقة ديمقراطية، وبالتشاور مع المعارضة والمجتمع المدني، بينما ظل غامضًا بشأن الممارسات العملية. إلا أن المعارضة والمجتمع المدني رفضا بشكل قاطع "مصادرة" الجيش للسلطة داعين إلى الاحتشاد مجددًا اليوم، في ميدان الأمة بالعاصمة واجادوجو. وقالت أحزاب المعارضة وجمعيات المجتمع المدني في بيان مشترك "إن النصر الذي جاء بعد الانتفاضة الشعبية هو ملك للشعب، وبالتالي فإن إدارة المرحلة الانتقالية هي حق شرعي له ولا يمكن بأي حال من الأحوال مصادرتها من قبل الجيش" مشددة في بيانها على الطابع الديمقراطي المدني الذي يجب أن يتميز به هذا الانتقال. دعت الوساطة الدولية ببوركينا فاسو اليوم، إلى إقامة نظام انتقالي "يقوده مدني" و"يتفق مع النظام الدستوري" ملوحًا بامكان فرض عقوبات حال عدم القيام بذلك. وأوضحت المجلة الفرنسية أنه على الرغم من المناخ السياسي الذي لا يزال متوترًا، عاد الهدوء أمس، إلى المدن الكبرى التي شكلت مسرحًا لأعمال السلب والنهب خلال الأيام الماضية. وقد قرر النظام العسكري الجديد إعادة فتح الحدود الجوية وتخفيف حظر التجوال ليصبح من العاشرة مساءً (بعد أن كان يبدأ في السابعة) وحتى السادسة صباحًا إلا أن الحدود البرية لا تزال مغلقة رسميًا.