على الرغم من مرور ما يقرب من نصف قرن على حرب أكتوبر، إلا أنه ما زال الكثير أسرار هذه الحرب لم يعلن بعد لأسباب كثيرة تتعلق بالأمن القومي، لعل أبرزها الحفاظ على سلامة من شارك في هذه الحرب التي تعد من أقوى الحرب التي شهدها الشرق الأوسط في التاريخ الحديث، شفرات تم وضعها للتعامل بها أثناء الحرب وتحديد موعد معين يكون فيه العدو مشغولاً بأعياده، وتنسيق مع الجيش السوري والمشاركة معه في خوض الحرب وغيرها من التخطيط الاستراتيجي الذي قام به الجيش المصري على مدار سبع سنوات من فترة الاحتلال، بدأت بالعمليات الفدائية عقب نكسة 67، تلتها حرب استنزاف استمرت ما يقرب من 3 سنوات؛ بهدف معرفة نقط ضعف العدو. وعن ذلك يقول اللواء علي حفظي قائد كتيبة المخابرات العسكرية داخل خطوط العدو أثناء حرب أكتوبر ومساعد وزير الدفاع الأسبق إن هناك المئات من العمليات التي قامت بها الجهات الأمنية قبل وأثناء وبعد الحرب داخل خطوط العدو، واستمرت لسنوات طويل لم ولن يكشف عنها بعد لأسباب كثيرة، أولها أن عدونا لم يتغير وأن أرض المعركة ما زالت كما هي، بالإضافة إلى الحفاظ على هؤلاء الأبطال الذي لم يعرفهم أحد من الشعب المصري سوى الأشخاص الذين كانوا يتعاملون معهم من الأجهزة الأمنية. وأضاف حفظي أنه من الطبيعي لدى أجهزة المخابرات عدم الكشف عن العمليات التي تقوم بها، وهذا عرف لدي الكثير في دول العالم ومنهم من يقم بكشف وثائق المخابرات بعد 10 أو 15 سنة حسب خطورة العملية وأهميتها. وقال اللواء محمد بلال قائد القوات المصرية في حرب الخليج إن حرب أكتوبر كانت نموذجًا للعمليات العسكرية، بداية من الروح القتالية التي كانت تسيطر على الجيش المصري، مرورًا باختيار التوقيت الذي كان عنصر مفاجأة وأربك العدو. ومن جانبه قال اللواء يسري عبد الحليم قائد الكتيبة 18 مشاة إن العدو الصهيوني حتى الآن وعلى الرغم من مفاوضات السلام مع إسرائيل ما زال عدوًّا، وما زالت مصر تخشاهم وهم هكذا، مشيرًا إلى أن الخطط الاستراتيجية للحرب لم يتم الإعلان عنها وحتى بعد مرور المئات من الأعوام للحرب، حتى لا ننكشف أمام العدو. وأكد "عبد الحليم" أن الجيش المصري وضع خطة أمنية احتار فيها الكثيرون؛ وذلك بسبب براعتها، مؤكدًا أنها كانت الخطة الأروع في تاريخ الحروب التى حدثت في الوطن العربي.