تصاعدت في الآونة الأخيرة تصريحات رؤوساء الجامعات مع بداية العام الدراسي الجديد عن ضرورة الوجود الشرطي بالجامعات؛ لمنع ممارسة النشاط السياسي داخلها، في الوقت الذي استعدت فيه قوات الداخلية لتأمين الجامعات. من جانبه أكد فيه الدكتور السيد عبد الخالق، وزير التعليم العالي، تأييده لعودة الحرس الجامعي بكل قوة؛ للقضاء على العنف داخل الجامعات، منتظرًا حكم القضاء لإداري يوم 28 من الشهر الحالي. ومن الطريف، أن المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، عارض ما دعا إليه وزير التعليم العالي، قائلا إن عودة الحرس الجامعي مرفوضة بكل الأشكال، وإن الأمن الإداري فقط هو المسئول عن الجامعات. قال أحمد عبد الحميد، عضو اتحاد طلاب جامعة القاهرة، إن تناقض التصريحات بين وزير التعليم العالي ومحلب، يدل على تخبط واضح، مشيرًا إلى أن عودة الحرس الجامعي أمر مرفوض؛ لأنه سيخلف المزيد من دماء الطلاب. وأضاف "عبد الحميد" أن العام الدراسي الماضي شهد وفاة ما يقارب من 8 طلاب في الحرم الجامعي، وكان الحرس الجامعي خارج أسوار الجامعة، فماذا سيحدث إذا دخلها، موضحًا أن المجلس الأعلى للجامعات إذا أصدر قرارا بحظر العمل الطلابي والحزبي داخل الجامعة، وبعودة الحرس الجامعي فستكون الجامعة مجرد سجن – على حد قوله. من جانبه، أكد الدكتور محمود سلمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، أن تناقض التصريحات بين الطرفين تدل على التخبط في قرار عودة الحرس الجامعي، مشيرًا إلى أنهم سيجعلنا الأمور تسير مثل العام الماضي، ولكن بعد حظر النشاط الطلابي والسياسي داخل الجامعات، فأي طالب سيخرج لمشاركة بمسيرة سيتم تحرير محضر له وفصله على الفور. وتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن العنف والبلطجة داخل الجامعة مرفوضان؛ حتى لا تتهدد العملية التعليمية، موضحا أن دور الأمن الإداري يتمثل في حماية المنشآت وليس الطلاب. ومن الناحية الأخرى، قال الدكتور محمد عبد الفتاح، أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة، إن رفض "محلب" عودة الحرس الجامعي ليس بقرار أو أمر منه، إنما عبر حكم قضائي يقرر عودة الحرس من عدمه، مؤكدا أن البت في ذلك الحكم يوم 28 سبتمبر المقبل، وإذا صدر حكم بعودته فسوف يعود رغم تصريحات "محلب" بعدم عودته. واختتم "عبد الفتاح" أنه إذا كان هناك حكم يقضي بعودة الحرس الجامعي، فعليه أن يعود وفقا للأوضاع الحالية التي تمر بها الجامعات المصرية، وإذا لم يصدر أمر بعودته، فسوف يكون الأمن خارج الجامعة، وفور حدوث شغب فمن حق رئيس الجامعة أن يستدعيهم للدخول.