حذر خبراء نفسيون من أن الضغوط الاقتصادية على المصريين في ظل الأزمة الحالية وارتفاع الأسعار قد تؤدي إلى إصابة المواطنين بحالة اكتئاب شديد، ومن ثم الانتحار بعد إحساسهم بالعجز والفشل وفقدان الأمل. قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن تأثير الضغوط الاقتصادية على الإنسان يختلف من شخص لآخر باختلاف طبيعة شخصيته، وعلينا أن نتفق أن الضغوط على كل المواطنين المصريين الآن، لكن ردود الأفعال تتتباين. وأشار "فرويز" إلى أن أي ضغوط على الإنسان تولد انفجارا داخليا وخارجيا، الداخلي عبارة عن الإحساس بالمرض "صداع وخلل في ضربات القلب وألم بالمعدة" إلخ، والخارجي يتمثل في الانفعالات من خلال الاشتباك مع الآخرين، وهي تمثل حيلة الهروب من مواجهة المواقف الضاغطة ومن ثم يلجأ للانتحار. وأوضح أن الإعلام له دور مهم في زيادة الاكتئاب لدى المواطنين من خلال تركيز برامج التوك شو على الأزمات الحالية في مصر والتي تزيد من حدة الضغط النفسي. ومن جانبه، قال الدكتور إبراهيم مجدي حسين، أخصائي الطب النفسي، إن تأثير الضغوط الاقتصادية على الإنسان يختلف باختلاف طبيعة شخصيته وكيفية تكيفه مع الوضع، وطبيعة المجتمع الذي نشأ فيه وعاداته وبيئته وتقاليده وأيضا التربية الدينية، وقد يتطور الضغط الاقتصادي أو غيره إلى الانتحار، ويلعب الدين يلعب دورا أساسيا دورا أساسيا في التقليل من هذه الظاهرة. وتابع أن مسألة الانتحار تكون المرحلة الأخيرة في التفكير بعد وصول الإنسان إلى حالة من الاكتئاب الشديد، لكن التواصل مع المجتمع الخارجي من خلال "الفضفضة" تحد من فكرة الانتحار، موضحا أن هناك شخصيات معينة بوصولها لمرحلة العجز تسعى لمحاولات الانتحار، وهي الشخصيات "الهيسترية والاكتئابية". وأردف أن زيادة الضغوط على الإنسان والإحساس بفقدان الأمل والعجز وضعف الإيمان وعدم مساعدة الآخرين لهذا الشخص تساعده على الانتحار، مضيفا: أما الإنسان المتزن – إلى حد ما – في ظل الضغط المتواصل عليه، يصل إلى حالة "عايش ومش عايش" وتصبح الحياة لديه عديمة الأهمية ويصبح شخصا حاقدا على الآخرين رافضا لمقومات الحياة ويصاب بحالة من "اللامبالاة" وانفصال عن الواقع.