نشر موقع "ميدل ايست أي" البريطاني مقالا للكاتب "اوزان سيردار أوجلو"حول تسييس الرئاسة التركية، ويقول فيه إن بناءً على الفائز في الانتخابات سوف تتخذ الدولة مسارا مختلفا. ويضيف الموقع أنه منذ عام 2007، صوت 68% من الناخبين الأتراك لصالح مجموعة الإصلاحات الدستورية التي تنص على انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع الشعبي، حيث كان النقاش حول تحول تركيا من نظام برلماني لنظام رئاسي نقاش مهيمن في السياسة التركية، وكان أول من أعرب عن رغبته دائما لهذا "رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان"، بينما كانت أحزاب المعارضة متحفظة قلقا من تضييق النفوذ السياسي من حولهم. ويشير "ميدل ايست" إلى أنه في جميع الدساتير الأربعة بتركيا الحديثة، كان يتم النظر لمكتب الرئاسة كرمز لوحدة وانسجام البلاد، ويعين الرئيس للتحكيم بين مؤسسات الدولة، ويمثل بالحياد الجمهورية التركية وقيمها الأساسية، لذا كان بمجرد اختيار المرشحين لا يمكن أن يكون لديهم أي انتماء حزبي. ويوضح الموقع أنه في إطار الدستور التركي الحالي، من المفترض أن يواصل الرئيس نفس مهام الذي قبله نظريا، لكن محاولة تسييس الترشيح من خلال التصويت الشعبي سيفتح الباب للمرحلة الثانية من النضال الديمقراطي بتركيا. ويلفت "ميدل ايست" أنه في هذا السباق يتنافس ثلاثة مرشحين "رجب طيب أردوغان" و" أكمل الدين إحسان أوجلو" و"صلاح الدين ديمرطاش"، ووفقا لاستطلاعات الرأي الشعبية يتصدر "أردوغان" السباق ويتوقعون فوزه بالكامل من الجولة الأولى، وهذا هو ما يتمناه هو وحزبه بشغف. ويؤكد الموقع أن "أردوغان" يريد العمل وسيسعى جاهدا لتوسيع صلاحياته ليكون بمثابة صانع القرار من خلال عقد اجتماعات منتظمة مع مجلس الوزراء، وهذا نادرا في السياسة التركية، وكان الوحيد من رؤساء الجمهورية التركية السابقين الذي اتبع نهجا مشابها "تورجوت أوزال"، بينما يرى "إحسان أوجلو" الرئاسة كمنصب عال في السياسة ويرى واجباتها التنفيذية ثانوية مقارنة بالوظائف التقليدية التي ترمز للوحدة الوطنية، حيث يمثل خطابه نبرة متوازنة تظهره كمرشح من خارج السياسة دون أي انتماء حزبي، رافضا لأي اتصال أيديولوجي أو جماعة سياسية. أما بالنسبة ل"صلاح الدين ديمرطاش" فلا يهمه أي موقف سياسي أيا منهم يعد ثانويا بالنسبة له، فمجرد دخول الانتخابات بالنسبة له أهم من نتائجها، فهي أظهرت للحركة الكردية دورا سياسيا. وهكذا فالثلاثة مرشحين يبدون معان مختلفة لترشحهم في أول انتخابات رئاسية مباشرة في تركيا، فكأن كل منهم داخل سباق مختلف في بلد مختلف، لكن عباراتهم العدائية في خطاباتهم هي ما تشير إلى أنهم من تركيا.