مع هلة شهر رمضان الكريم 1435 هجرية.. تبارى الأطفال فى إستعراض فنون "الفراقيع" من حولنا، قطاع كبير من أطفالنا الأعزاء.. ينتصرون لقدرتهم فى إفزاعهم لنا، أو فى إثارة نعيق أجهزة إنذارات السيارات، ويشاركهم فى تلك النشوة قطاع لا بأس به من المراهقين.. سناً أو عقلاً. تفنن فى "الفرقعات".. "البُمب" المصرى التقليدى، وصواريخ صينية متنوعة الحجم والغرض؛ مع عدم الاكتفاء باشعال فتيلها و"فرقعتها" فحسب.. وإنما بإضافة "تاتش" خاص بنا عبر إضافة الرمال والحصوات وإجراء "الفرقعة" داخل برطمان بلاستيكى أو زجاجى أو غير ذلك من "التفنينات" لضمان درجات أعلى من الإفزاع والمحاكاة للذخيرة الحية. فى مدينتى 6 أكتوبر؛ نهار السبت الفائت 28 يونيو 2014.. سمع سكان منطقتنا "فرقعة" جديدة، لكن مهما بدا تفنن النشء فى مضاعفة تأثيرها لن تبلغ أبداً هذا المدى!. لقد كانت "الفرقعة" هذه المرة لانفجار مبنى السنترال تحت الانشاء بالمدينة. وفاة طفلة وإصابة والدتها؛ ودمار لطوابق السنترال الثلاثة بما لم يعد صالحاً للترميم. ضاعف من دوى صوت الانفجار الطبيعة الصحراوية لمدينة أكتوبر، لكنه لم يضاعف من إهتمام الناس.. الذين هالتهم "الفرقعة" الجديدة لدقائق قبل إنصراف كل منهم لشأنه، ومن خلال المواقع الإلكترونية وبعض المحطات التلفزيونية.. تأتى التفاصيل، ويتطور موقف بعض الأهالى المتحمسين لمعاينة موقع المأساة بأعينهم. فى التفاصيل تجد أن (المصرية للاتصالات) استقدمت غفيراً من المنيا ولا يعمل ضمن طاقم عملها براتب 1000 جنيه؛ ولحراسة مبنى السنترال تحت الانشاء، فأتى الرجل مع أسرته، وتم التفجير أثناء خروج الرجل لاستجلاب طلبات أسرته، فكانت ابنته هى الضحية المباشرة.. والزوجة هى الضحية الثانية بإصابتها، وفى قول.. أن أشخاصاً مندسون أدعوا أنهم مهندسون من الشركة؛ هم من خدعوا الغفير الذى رحب بهم، مما أتاح لهم فرصة مريحة لزرع 10 ألاف كيلو من المتفجرات بالمبنى لتفجيرها فيما بعد. ذهب المحللون (والتحليل أنواع) إلى البحث عن الشماعة الجديدة: المصرية للاتصالات الغفير محمد إبراهيم. أخذ قطاع يتشدق بأيام حبيب العادلى وأمن حبيب العادلى.. خاصة بعد توالى إنفجارات الاتحادية بعدها بأيام. فرضية عودة حبيب العادلى للداخلية تتساوى لدى مع فرضية عودة عمر سليمان لتولى رئاسة الجمهورية أو الكابتن محمود الجوهرى لتدريب المنتخب!. لكن بتوافقنا مع فرضية هؤلاء.. لو عاد حبيب العادلى الآن فهو لن يفعل شيئاً، فهناك وهم انكسر اسمه (القبضة الأمنية).. تمت إهانته فى أكثر من موقف؛ لا سيما بتفجيرات مبانى لمديرية الأمن نفسها فى القاهرة والمنصورة، ووضحت حقيقة اهتراء أجهزة الأمن والحراسة، المراقبة والضبط والتحقيق، وتخلف التقنيات والخبرات.. بل والضمائر لإن أغلب العاملين بقطاعات الدولة تعايشوا طويلاً مع وظائفهم باعتبارها حق مكتسب لا تتطلب جهداً مميزاً!. إختراق أغلب مؤسسات الدولة لا يحتاج مهارة كبيرة.. تحتاج إلى شىء من الجرأة والمال والتخطيط، وهى مادة خام لم تعد نادرة بين كثافة 90 مليون مصرى، والأجهزة الأمنية الشرطية أو الخاصة لا تتأهب إلا بعد حدوث مصيبة.. وبعد مرور فترة على المصيبة.. تعود للتراخى.. ويعود المجرمون إلى فعلة جديدة.. وهكذا.. الحقيقة أن: اللص والقاتل والمهرِب والمفجِر والمغتصب؛ أصبحوا أكثر حيلة من أجهزة الأمن فى الدولة. ولا تزال هذه الأجهزة تتعامل بأساليب عفا عليها الزمن.. وتحصد كراهية أكثر مما تحصد نتائج عملية. بين السلبية التامة فى مواجهة فراقيع الأطفال.. وفراقيع المجرمين، والتسليم لكل منهما باعتبارهما جزء من الحياة اليومية للمصريين، يبقى سؤالى: هل تأتى حالة السكون العام تلك؛ من فرط الإيمان.. أم من فرط اليأس والعبث ؟!.