1 في آخر الرؤى غير المسربة للرئيس عبد الفتاح السيسي، جاءه الرئيس الراحل أنور السادات في المنام على مدى أربع ليالٍ؛ ليهنئه على الرئاسة، مذكرًا إياه بأنه ذكَّره في الأولى بأنه كان الرئيس الوحيد الذي بشره برئاسة مصر، مع مطالبته بفتح المحطة الشهيرة باسمه في خطى مترو الأنفاق «المنيب شبرا» و«حلوان المرج»؛ لتخفيف تكدس المواطنين بمحطة "الشهداء" حسنى مبارك سابقًا واللطف بهم، بعد أن ضاقت عليهم شوارع العاصمة الكبرى وضواحيها، إلَّا أن السيسي رد عليه بعدم إمكانية ذلك: «أنا خايف من تجمع الإرهاب والإخوان والثوار والمعارضين، بالميدان، ومطالبتهم لي بالتنحي بعد فترة من حكمي، بعد تحقيقهم ذلك خلال عهود مبارك والمجلس العسكري السابق، ومرسي، ودواعٍ أخرى، أعتذر عن ذكرها». أثار رد السيسي دهشة الرئيس الراحل، الذي بادر بالرد: «ليه خايف من الإخوان بعد اعتبار الجماعة كيانًا إرهابيًّا، وحبست قيادتهم وشبابهم وتحفظت على أموالهم، وكمان الحكومة اللي قبلك حجمتلك مظاهرات الثوار ومعارضيك بإقرار قانون التظاهر، ومواجهة الكثير منهم بأحكام قضائية وصلت لسجن آخرهم علاء عبد الفتاح 15 عامًا، في بداية حكمك، بعد ما قفلتلك الحكومة ميدان التحرير ببوابات حديدية ضخمة، لإغلاقها فى وجه المظاهرات، وسد مداخل محطة المترو ومخارجها بتكلفة تجاوزت 300 ألف جنيه، وماتنساش إنك أنشأت وحدات محمولة جوًّا من الجيش للتدخل السريع لمواجهة الإرهاب، قبل استقالتك من وزارة الدفاع بساعات، لازم تواجه الجميع وتحتويهم».. إلا أن السيسي سارع بالاعتذار للسادات عن إكمال الرؤيا فى تلك الليلة، لحاجته لشرب الماء. 2 في الليلة الثانية، لم يترك السادات السيسي لحاله، وإنما أتاه مرة أخرى لإكمال حوار الليلة الأولى، ليطالبه ثانية بفتح محطته، ويذكره بأن عائلته لم تتوانَ لحظة عن دعمه منذ 3 يوليو 2013 وحتى وصوله لرئاسة مصر، وسرد للسيسي تصريح زوجته جيهان، الذي جاء فيه: «الله وهب لنا السيسي، فهو يملك خليطًا من السادات، وجمال عبد الناصر وخلصنا من الإرهاب، وجماعة الإخوان، وأنقذ مصر والبلاد العربية كلها بما فعله في 30 يونيو، وهو رئيس صادق مؤمن». وكذلك أقوال عفت السادات، ابن شقيقه: «السيسي رجل من طراز فريد، ويملك رؤية اقتصادية جيدة وفكرًا واعيًا بما يدور حوله، وسيرفض إقامة الشللية السياسية الراغبة في التزحلق للبرلمان». وتابع السادات: «وكمان لو طلعت السادات كان عايش كان هيدعمك، عشان انت عارف إنه كان بيكره الإخوان، وشايف إن مصر فى حاجة لجمال عبد الناصر جديد، لفرض القبضة الحديدية على البلاد، وهي تقريبًا نفس الأسباب اللي أيدك كتير منهم عشانها». وجد السيسي في هذه الليلة الفرصة لإخبار السادات، بمظاهرات للإخوان، وأن إغلاق محطة المترو أمر لا مفر منه؛ لتضييق الخناق عليهم، وعدم السماح لهم باحتلال الميدان، حتى لا تسلط عليهم أضواء الإعلام المحلي والعالمي، وإظهار أن هناك معارضة للحكم، إلا أن السادات نصحه أيضًا بضرورة المواجهة وعدم اللجوء لحلول جانبية تقع بالضرر على المواطنين العاديين، المتكدسين يوميًّا بعربات المترو. 3 في الليلة الثالثة، غرق السيسي في نومه المعتاد، ليبدأ الجزء الثالث من الرؤيا، متسلحًا بمواقف ونماذج لاستمالة السادات، باستمرار إغلاق محطته، لفترة من الزمن، حتى تستقر الأوضاع، وذكّر السيسي السادات، بالحديث عنه في أكثر من مناسبة، طوال حملته الانتخابية، وما قبلها، كقائد عام للقوات المسلحة، مؤكدًا أن قرار خوض حرب أكتوبر يكفي الرئيس الراحل، كونه من أخطر القرارات، التي يمكن أن يتخذها رئيس دولة. إلا أن تكرار طلب الأخير، دفع السيسي لتذكيره بأنه عندما كان رئيسًا، لجأ إلى قمع المظاهرات والقبض على المتظاهرين وفرض حظر التجوال في أكثر من مناسبة لنشر الأمن، إلا أن السادات رد بأن سياساته كانت عقب اندلاع المظاهرات، وليست قبلها كما يحدث الآن. 4 «افتح المحطة يا عبد الفتاح».. نداء أخير وجهه الرئيس الراحل أنور السادات للسيسى، في الجزء الرابع والأخير من الرؤيا، كما حثه على مواجهة الأمر الواقع، دون إجراءات استباقية، وتخفيف المعاناة عن أولاده وأحفاده كما كان يحلو دائمًا للسادات وصفهم بعد فترات صعبة قضوها خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وهو الطلب الذي لم يجد السيسي بدًّا من وعد السادات بتحقيقه، وقتما سنحت الفرصة لذلك.. والاستئذان هذه المرة، للاستيقاظ تمهيدًا للانطلاق إلى ماراثون الدراجات، دون تحديد موعد لفتح المحطة.