البحيرة واحدة من أكثر محافظات مصر حظًا فى سواحلها وأقلها فى الاهتمام بتلك السواحل، شريط ساحلى ممتد لآلاف الكيلومترات من نهر شاطئ المتوسط على حدود مدينة رشيد حتى خليج أبو قير على حدود مدينة الإسكندرية. كل هذا، وتفتقد البحيرة إلى مصيف آدمى يليق بها ويلبى احتياجات أكثر من خمسة ملايين مواطن هم سكان المحافظة، ومن العوامل التى أدت إلى إهماله هيمنة شركات البترول على غالبية سواحل المدينتين، مما أدى إلى تلوث شديد فى مياه البحر المتوسط جعل من تطوير شواطئها دربًا من الخيال خاصة فى مدينة رشيد. ويعتبر مصيف رشيد واحدا من أقدم مصايف مصر وأشهرها إلا أنه صار خاويا وهجره حتى سكان المدينة أنفسهم بسبب عجز مسئولى المحافظة عن تطويره والدفع باستثمارات حقيقية به وصار المصيف التاريخى مكانا للأشباح وملاذا للخارجين على القانون. ويقول مصطفى فهمى -محام من أبناء رشيد – إن الأجيال الكبيرة فى السن من أبناء المدينة عاشوا أجمل أوقاتهم فى مصيف رشيد الذى كان يتميز بنقاء مياه البحر المتوسط به إضافة إلى أنه واحد من أهم مصايف العائلات. وأضاف"عقب انتشار شركات استخراج البترول على سواحل المتوسط زاد معدل التلوث بالمياه وتحولت رمال الشاطئ من اللون الصفر المعروف إلى اللون الأسود مما ساعد فى عزوف أهالى رشيد والمدن المحيطة عنه". ويشير "فهمى" إلى أن إهمال المسئولين للشاطئ وعدم مواجهتهم عمليات النحر المتواصلة للشاطئ، وتساءل هل من المقبول أن يكون شاطئ بلا شاليهات أو كافيتريات أو أى خدمة للسائح، ويؤكد أن الشاطئ أصبح عبارة عن مجموعة من العشش المبنية "بالخوص" فكيف لمواطن أن يصطحب أسرته إليه. ويبدو الأمر فى مصيف إدكو أكثر سوءا رغم تميزه ونقائه الشديد وانعدام عمليات النحر به إلا أن إهمال المسئولين وسيطرة شركات البترول أدى إلى حرمان سكان البحيرة خاصة الفقراء منهم من شاطئ عائلى قليل التكلفة ويقول "يمين الرجال " أحد أبناء إدكو:"شاطئ إدكو طارد للتلوث بحكم جغرافيا موقعه وعملية الجزر والمد أقل كثيرا من شاطئ رشيد ويضيف "الرجال" إن المصيف عبارة عن كام عمود دوش غير متوفر بها المياه، لكن عددا من الكباين مجهزة وعليها خزانات مياه طبيعية وللأسف أسعارها مرتفعة جدا". وطالب بإنشاء كافة مكونات المصيف الذى يعانى من عدم الاهتمام به من قبل المحافظة، ويرجع عدم اهتمام المسئولين بالشاطئ إلى عدم رغبة شركات السياحة فى تطوير المصيف وتفعيله. من جانبه قال حسن خلف -مهندس من أبناء إدكو- إن المساحة المتبقية من سواحل إدكو والتى تم تخصيصها كمصيف لأبناء البحيرة جاءت بعد احتجاجات وتظاهرات متعددة. وأضاف"المصيف هو الرئة الوحيدة والمتنفس المتبقى بعد انهيار مصيف رشيد، مشيرا إلى أن محافظ البحيرة اللواء مصطفى هدهود قام مؤخرا بتفقد أوضاع مصيف إدكو وقام مسئولو مجلس المدينة بتزيين المصيف وتركيب عدد من "الدوش" واللافتات والشماسى". وتابع:"بعد انتهاء الزيارة فك موظفو تلك الأشياء وتشوينها، وعندما سألناهم عن السبب قالوا "دى عهدة ولو تركناها هتتسرق" مؤكدا أن هذه هى العقلية التى تدير البلد"، ويضيف خلف"الأغنياء يمكنهم الذهاب إلى شواطئ الإسكندرية ومطروح والساحل الشمالى بينما يبقى الفقراء أسرى لأوضاع مصيف إدكو غير الآدمية" – على حد وصفه. من جانبه قال اللواء مصطفي هدهود- محافظ البحيرة- إنه تم تخصيص نصف مليون جنيه للبدء فى أعمال تطوير مصيف إدكو تشمل أعمال الإنارة، وإنشاء عدد 4 شاليهات، و20 دورة مياه، وعدد 10 وحدات دش ثلاثية على الشاطئ، مضيفا أنه يولى اهتماما كبيرا بهذا الشأن لخدمة أبناء البحيرة.