كشفت قناة إخبارية أمريكية، اليوم الجمعة، عن "تعهد إيران بإرسال لوائين" من قواتها المتمرسة لمساعدة العراق في حربه ضد تنظيم (داعش)، فيما اشارت القناة الى أن اللوائين هما "عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله"، وفيما بينت أن إيران "قلقة بسبب احتلال الموصل المشتركة الحدود مع سوريا ولمصالحها في توفير حماية للمراقد الدينية" في العراق، أكد خبير أمريكي أن رئيس الوزراء نوري المالكي "سيلجأ الى إيران" في حال عدم حصوله على مساعدة أمريكية. وقالت قناة فوكس نيوز (FOX NEWS) الإخبارية الأمريكية في تقرير لها، أطلعت عليه (المدى برس)، إن "إيران ستأتي الى العراق بمساعداتها لدحر أعدائها التاريخيين وذلك بإرسال نخبة من مقاتليها للعراق في أعقاب سيطرة مسلحي داعش على مدينتين رئيسيتين شمالي العراق مهددين الان بغداد"، موضحة أن "نحو 150 مقاتلا من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني قد تم ارساله من قبل طهران". وأضافت القناة الأمريكية أن "قائد الفيلق المتنفذ قاسم سليماني التقى برئيس الوزراء نوري المالكي الخميس متعهدا بإرسال لوائين من القوات الإيرانية المتمرسة للمساعدة في الدفاع عن بغداد"، متوقعة أن "يصل عدد الجنود المرسلين من إيران الى 10 آلاف جندي لمقاتلة المجاميع الجهادية السنية المعروفة بداعش". وأوضحت قناة فوكس نيوز أن "المالكي يقوم الآن بدراسة هذا العرض خصوصا بعد ورود تقارير تشير الى رفض الولاياتالمتحدة لطلبه بتوجيه ضربات جوية امريكية ضد قوات تنظيم داعش التي سيطر مسلحوها على الموصل وتكريت ويبدو بانهم يستعدون للزحف نحو العاصمة بغداد"، مبينة أن "اللوائين اللذين وعد بهما سليماني هم عصائب اهل الحق، وهي وحدات شبه عسكرية، مع لواء من مقاتلي كتائب حزب الله". وبينت القناة أن "إيران نشرت قواتها على امتداد حدودها مع العراق وهددت بقصف مواقع العدو اذا ما تقرب من مسافة تبعد 60 ميلا عن الحدود الإيرانية"، مشيرة الى أن "احتلال قوات داعش لمدينة الموصل التي تشترك مع سوريا بحدود طولها 300 ميل يثير قلق إيران التي تحاول الابقاء على نظام الاسد في الحكم ضد المجاميع المسلحة المعارضة للنظام". وتابعت القناة الامريكية في تقريرها أنه "اضافة الى حماية الحدود الاستراتيجية مع سوريا، فان الحكومة الايرانية لها مصالح في توفير حماية للمراقد والمواقع المقدسة في كربلاء والنجف التي تشكل أهمية كبرى بالنسبة للمذهب الإسلامي الشيعي"، موضحة أن "الكثير من الايرانيين يقومون بزيارات سنوية لهذه المراقد". فيما قال نائب رئيس اركان الجيش الامريكي السابق الرائد المتقاعد جاك كين، إن "مصادري تقول بان المالكي يشعر بأنه في وضع يائس وانه يحتاج ويريد مساعدتنا"، لافتا الى أنه "اذا لم يحصل عليها بالشكل الذي يحقق الهدف منها فانه بالتأكيد سيلجأ الى إيران." وأضاف الرائد كين، حسب القناة الأمريكية، أن "إيران فضلا عن قواتها المسلحة فانه لديها الكثير لتعرضه على بغداد فبإمكانها ان تساعد المالكي بالمعلومات الاستخبارية والمستشارين أيضا". وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني روحاني، امس الخميس، عن أن إيران "ستحارب" تنظيم (داعش) في العراق، عاداً التنظيم بأنه "مجموعة إرهابية متطرفة تتصرف بوحشية"، مؤكدا على أن بلاده "لن تتسامح" مع العنف والإرهاب. وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما اعلن، اليوم الجمعة، أنه "لا يريد" أن يحصل مسلحو (داعش) على "موطئ قدم دائم" في العراق، وبين أن توسع نطاق العنف مؤخرا "يستوجب تقديم مساعدة أكثر"، وفيما عد مجلس الشيوخ الأمريكي ذلك بأنه من "اخطر التهديدات" التي يتعرض لها الأمن الامريكي منذ انتهاء الحرب الباردة، شدد على ضرورة "التحرك بسرعة ووضع خطة ستراتيجية شاملة" لمعالجة الوضع. وكان تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، يوم اول امس الثلاثاء، واستولى على المقار الأمنية فيها ومطارها، وأطلق سراح المئات من المعتقلين، ما أدى إلى نزوج الآلاف من عوائل المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان.