أطلق عليها «النكسة»، وأحيانًا خصصت بتوقيت وقوعها، فسميت «نكسة يونيو»، كما عرفت أيضًا بالمدة القصيرة التي تمت فيها، فأطلق عليها «حرب الأيام الستة». هي الهزيمة التي مُنِيَت بها الجيوش العربية أمام عصابات الكيان الصهيوني التي استحالت جيشًا يحتاج إلى الاختبار في معركة حقيقية، فاختار الخامس من يونيو عام 1967، وتحرك صوب منطقة "أم بسيس" في سيناء، حيث بدأ بضربها، ولم يأتِ اليوم التالي إلا وكان الجيش الصهيوني قد سيطر على مدينة العريش المصرية، ثم مدينة غزةالفلسطينية، وعندما دان له النصر في خلال أيام ستة فقط، كان الكيان الصهيوني قد وضع أقدامه على العديد من أراضي سيناء في مصر، وقطاع غزة والضفة الغربية في فلسطين وهضبة الجولان في سوريا، وبلغت الخسائر في الأرواح حوالي 25 ألف جندي عربي، مقابل قرابة 800 صهيوني. وبعد 47 عامًا من هذه الهزيمة المريرة، التي لم يكسرها سوى معركة التحرير أو استرداد الكرامة في أكتوبر 1973. يقول الدكتور محمود الحفناوي الخبير في الشأن الإسرائيلي استطاع العدو الصهيوني في حرب يونيو 1967 احتلال ما تبقى من فلسطين، محققًا الكثير من أطماعه الاستعمارية التي لم تتوقف منذ نكبة عام 1948، مرورًا بنكسة 1967، وحتى يومنا هذا الذي تستفحل فيه مشاريع الاستيطان والتهويد، فما يجري الآن في الضفة والقدس لا يختلف عما جرى في أراضي 48. وأضاف «الحفناوي» أن الذكرى السابعة والأربعين للنكسة تمر على العرب حاليًّا وليس هناك تحرك عربي يذكر سوى محاولات بعض الشباب المصري تدشين حركة أو حزب يكون هدفه التضامن مع الشعب الفلسطيني والاحتجاج على مجازر الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المجاورة، والمطالبة بالحق الفلسطيني في كل الأرض العربية المحتلة من البحر إلى النهر. وقال الدكتور هاني محمد مصطفى – المختص في الشأن الفلسطيني وأستاذ الإسرائيليات بجامعة القاهرة: «في النكسة أكملت العصابات الصهيونية، بتواطؤ دولي، فصول جريمتها فاحتلت القدس والضفة وقطاع غزة ومعهما سيناء المصرية والجولان السوري، في حرب كانت الثالثة ضمن الصراع العربي الصهيوني». وأضاف أن الحرب التي استمرت ستة أيام أسفرت عن استشهاد ما بين ۱5 – ۲5 ألف شهيد من الدول العربية الثلاث، مقابل حوالي ۸۰۰قتيل من الصهاينة، وتدمير نسبة تراوحت بين 70% – 80% من العتاد الحربي للدول العربية، مقابل حوالي ۲% – 5% فقط من القوة العسكرية للكيان الصهيوني. وأشار «مصطفى» إلى أن النكسة كان لها تداعيات لا تزال تلقي بظلالها على الواقع الفلسطيني، حيث تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة ومحو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدسالشرقية والضفة الغربية. من جانبه، قال الدكتور أحمد حماد – رئيس قسم الإسرائيليات بجامعة عين شمس، إنه لا جدوى من الحديث عن النكسة وذكراها، والأولى أن يدرك العرب جميعا وجوب الاتحاد والاهتمام بقضية فسلطين والعمل من أجلها. وأكد «حماد» أن دور مصر حاليًّا كبير ومهم جدًّا، خاصة مع قدوم رئيس جديد، يتولى الحكم خلال أيام، وعليه أن يتخذ موقفًا واضحًا تجاه الصهيونية، وأن يحدد موقفه من القضية الفلسطينية وكيفية التعامل معها.