"بسم الله الرحمن الرحيم..أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي، وأن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال، باذلًا وسعي في استنقاذها من الموت والمرض والألم والقلق، وأن أحفظ للناس كرامتهم وأستر عوراتهم".. ما سبق هو نص القسم الطبي الذي قسمه الأطباء، حسب المؤتمر العالمي الأول للطب الإسلامي، لكن هل يعمل به كافة الأطباء وهل هو ملزم للأطباء على الأقل أمام أنفسهم وأمام الله؟!. ما شهدته مصر خلال الفترة القليلة الماضية، من الأخطاء الطبية الجسيمة، التي أودت بحياة مرضى وأصابت آخرين بأمراض مزمنة، لا يوحي بذلك إطلاقا… آخر هذه الأخطاء الطبية كانت بمستشفى جامعة الإسكندرية التي شهدت وفاة نورهان محمد الطالبة بكلية التجارة راحت ضحية الإهمال الطبي والتطلع لمجد طبيب حولها لفأر تجربة لإتمام رسالته في الدكتوراه . البداية يرويها هشام محمد الشقيق الأكبر للضحية، فيقول:"إنها كانت تعانى من اعوجاج بسيط في العمود الفقري في شهر أغسطس 2013، وأجرت كشفًا بقسم العظام بعيادات الكلية وقال الدكتور محمود ياسر انه مرض يظهر بحالات نادرة ولابد من عمل عملية حتى لا يسبب مضاعفات في تقدم السن. أضاف "شقيق الضحية"، أنها تابعت مع الطبيب الذي أقنعها بضرورة عمل العملية وأخذ يماطل في أجراءها لمدة 8 شهور وكل فترة يستدعيها ليشرح حالتها وجعلها حقل تجارب لطلاب كلية الطب، وكان وقت تحديد العملية 5ابريل وبفريق طبي برئاسة الدكتور ياسر علام استشاري المخ والأعصاب وكلا من محمود ياسر وطارق الفقي جراح عظام والدكتورة ضحى السنهوري طبيبة التخدير، وبالرغم من إحضار 6 أكياس دم و8بلازما احتياطيا قبل العملية كما طلب الأطباء بدأت العملية الساعة 9صباحا وعندما جاءت الساعة الواحدة والنصف خرجت أحدى الممرضات وطلبت منى 5أكياس دم و8 أكياس بلازما بصفة ضرورية وبالرغم من ضيق الوقت إلا أننا أتصلنا بزميلاتها بالكلية وتوجهوا لبنك الدم بالشاطبي وتبرعوا بالدم ووفرنا كمية الدم المطلوب، والساعة الرابعة ونصف خرجت نورهان على جهاز التنفس الصناعي، وقالت طبيبة التخدير إن العملية لم تكتمل وسيقوم الدكتور طارق الفقي بشرح ما حدث. استطرد شقيق "نورهان" قائلا :"عندما سألنا الطبيب أكد أنها ستكون بخير خلال 48 ساعة، ولكن طبيب العناية المركزة قال إن خطأ حدث بالعملية وتم قطع النخاع الشوكي أو وريد تسبب بنزيف حاد مما جعل الأطباء ينزعوا المسامير من جسدها. أضاف أنه منذ ذلك الوقت كل شخص داخل غرفة العمليات يحكى لنا رواية جديدة أولها دكتور محمود ياسر الذي قال انه تم تركيب المسامير بالكامل إلا أن جسدها رفض المسامير، وقالت الدكتورة ضحى إنه هواء دخل بالعامود الفقري أثناء تركيب أخر مسمار، وقالت إحدى الممرضات إنه أثناء تركيب المسمار الرابع حدث قطع وريد وحدث نزيف شديد مما جعل دكتورة التخدير تصرخ بوجه الدكتور قائلة "أنت غبي "إزاي تشتغل وفيه نزيف شديد". فيما قال عماد الشقيق الثاني ل"نورهان"، إن المفاجأة الكبرى لنا أن الدكتور الاستشاري ياسر علام الذي كان يرأس الفريق الطبي، لم يكن موجود بالعملية لأنه سافر إلى ألمانيا فجر يوم العملية، وبدلا من يلغي الفريق الطبي إجراء العملية، أجراها كل من الدكتور محمود ياسر والدكتور طارق الفقى، لأنها ضمن رسالة الدكتوراه للطبيب الأول، وطلب منا إقرارًا بتصوير العملية فيديو ليستفيد منها الطلاب ثم أنكر أنه سجلها فيديو. وتساءل شقيق نورهان، كيف يترك الطبيب المريضة تنزف ويقوم بالتصوير بالموبايل؟!، مؤكدًا أنهم ذهبوا بأوراق وتقارير شقيته لأكبر استشاريو المخ والأعصاب بالإسكندرية وأجمعوا أن جراحة اعوجاج العمود الفقري عملية خطيرة لن يقوم بها إلا أربعة أطباء فقط في الإسكندرية بينهم الدكتور ياسر علام الذي اعتذر عن العملية لسفره بألمانيا . وأشار إلى عدد من الأطباء أكدوا أن الطبيبان الذين أجريا العملية لشقيقته غير مهيئان لها، كما أن الدكتور محمود ياسر، أجرى في وقت سابق عملتين مماثلتين، توفت إحداهما أثناء العملية والأخرى بعدها بيومين منذ عدة سنوات، ومع ذلك مستمر بقتل المرضى. واختتم شقيق نورهان، مؤكدًا أن ما حدث لشقيقته هو قطع النخاع الشوكي ودمور كامل لخلايا المخ وجلطة بالقلب وعلمنا كل هذا من أطباء خارج المستشفى أجروا فحوصات عليها وهى بالعناية المركزة، إلى أن توفت نورهان يوم الجمعة الماضية، وحررنا المحضر رقم 2893 إداري باب شرق وقام محمد طلال المقرحي وكيل نيابة باب شرق بانتداب طبيب بالطب الشرعي لتشريح الجثة على الفور.