لقى الزمالك مساء الخميس هزيمة جديدة فى الدورى العام من الإسماعيلى صفر واحد. والحقيقة أننى ك "زملكاوى" فقدت تقريباً الشعور بالضيق أو الفرح تجاه الزمالك. أتذكر تماماً عندما كنت أرتقب مباراة الزمالك والأهلى أو الزمالك والإسماعيلى قبلها بأيام، أما الآن تقريباً فإننى لا أتابع مباراة للزمالك إلا إذا صادفت وجودى فى المنزل.. ولم تعد لدى طقوس خاصة فى المشاهدة مثلما كانت فى مراهقتى؛ وقت كنت أرتدى فانلة الزمالك (أولمبيك) وأتحوط بصور جيل أحلام التسعينات (أحمد الكاس وإسماعيل يوسف وأيمن منصور وعفت نصار ونادر السيد وحتى العراقى قاسى سعيد.. الخ). أسترجع أحياناً أسباب "زملكاويتى" فى عائلة أغلبها "أهلاوية".. أختصرها فى: خالى العزيز د. عمرو بدر، الزملكاوى بعقله وقلبه ومباراة الزمالك والمنصورة "مدينتى" فى كأس مصر موسم 95/96 (المشهورة بمباراة تامر بجاتو) والإمتاع الكروى الذى كان يقدمه جيل الزمالك حينها، وترسُخ فكرة أن الزمالك يجمع بين الآداء (العملى) للأهلى و(الفنى) للإسماعيلى، بما يجعله مهيئاً للعب مع الفرق الأجنبية والفوز عليها.. حتى وإن تفوق الأهلى محلياً. كانت هزيمة ال (6 – 1) بالنسبة لى هى (نكسة 1967) الزملكاوية.. التى أستوجب بعدها أن ينهض الزمالك ويستعيد نفسه وإنتصاراته، وبالفعل وصل آداء ونتائج الزمالك لقمته فى الأعوام الأولى من القرن الجديد، وتوالت إنتصاراته المستحقة.. وكاد يكون الفريق الإفريقى والمصرى الأول المتأهل لكأس العالم للأندية عام 2001 بأسبانيا لولا إلغائها، وحصل على أفضل نادى بالعالم فى أحد شهور 2003، وظل جدير بلقبه (قاهر الخواجات) خاصة بعد فوزه المميز على لاتسيو الإيطالى بإستاد القاهرة فى نفس العام، وأحتفظ بفارق إنجازه الأفريقى والأفرو أسيوى عن الأهلى، وظل الأجدر بلقب (نادى القرن العشرين) فى إفريقيا بنظر الكثيرين. فضلاً عن التألق فى الرياضات الأخرى الجماعية والفردية. أنتهى الحلم الزملكاوى بالولاية الأولى لمرتضى منصور، وكنت أرى هزيمة كمال درويش بعد ما حققه للنادى حينها (غدر).. دفع الزمالك ثمنه لسنوات تالية. خلال أكثر من 10 سنوات وحتى الآن، يظل الزمالك يتخبط.. يستنزف كل رصيده الرياضى، يتسع الفارق بينه وبين منافسه الرياضى الأهلى بوضوح، محلياً وإفريقياً ودولياً، وكمدرسة كروية.. وهو الأخطر. "الزملكاوية" الأعضاء ولست منهم جددوا الثقة فى مرتضى منصور.. ولا أعلم منطقاً فى العقل لهذا، لكننى أجد 100 منطق فى الواقع: "بياخد حقه بدراعه بيخافوا من لسانه ليه عزوة كبيرة جوه وبره النادى علاقاته برجال الدولة سيديهاته". لكن كل هذا قد يصنع تطويرات فى خدمة كافتيريا النادى، يصنع "شو" إعلامى مبتذل جديد، أو يُدخل مليونين أو ثلاثة زيادة لخزينة النادى… لكنه لا يصنع بطولات وتاريخ رياضى. أقولها بأسف.. أنا لا أنتمى لهذا الزمالك الحالى، زمالك الشلل (بكسر الشين أو فتحها)، زمالك إفتقاد البوصلة والمنهج العلمى، زمالك الظاهرة الصوتية وسفهاء العقل، الزمالك الذى لا يبقى على رجاله ويلمع بالوناته. الزمالك الذى أحب.. خير من الزمالك الذى أصبح، وأخشى أن أكون صادماً حين أقول.. هذا الزمالك الحالى (بالورقة والقلم) لن يقوم قبل سنوات، هذا إن لم يستسلم لنوم أبدى، ولا يحدثنى أحدكم عن (فريقى القمة) الأهلى والزمالك.. أو عن (مثلث الكرة المصرية) بإضافة الإسماعيلى، مع كامل إحترامى لكل عمليات "الماكياج" الإعلامى والضحك على الذقون.