سيناء جزء لا ينفصل من حضارة وادي النيل ، فإن كل العصور التي مرت بها تلك الحضارة من فرعونية ، ويونانية و رومانية ، ترك في سيناء وديعة وهدية ، فالحضارة الفرعونية تركت معبد حتحور على جبل سرابيط الخادم في وسط سيناء، والرومان تركوا العديد من الآثار عند الفرصا في سهل الطينة، وعلى شواطئ البحر المتوسط كالخوينات و الفلوسيات في البردويل. وقد شيد العصر المسيحي درة معمارية و أثرية هائلة في دير سانت كاترين و العديد من الأديرة والكنائس، إلى العصر الإسلامى الذي ترك عشرات الآثار أبرزها القلاع العظيمة فى جزيرة فرعون عند طابا وفى العديد من بقاع سيناء. رموز تاريخية لعصور من الإبداع و العمران و الحضارة، شيدها الإنسان المصري على أرض سيناء، لتبقى شاهداً على قدرته و رغبته في البناء و حافزاً على إنتاج المزيد من أركان الحضارة والعمران. لكن تظل معظم هذه القلاع الأثرية طى الخفاء ، فالجماعات الإرهابية الساكنة بدروب الجبال أصبحت عائقا ومانعا أمام حركة السياحة هناك ، فضلا عن خطورة زيادة نسبة منسوب المياه الجوفية وارتفاع منسوب مياه البحر الأبيض المتوسط التى تؤدى إلى تحلل الأحجار الجيرية المشيدة بها القلاع الأثرية، كما يقول الدكتور نور الدين عبدالصمد ، مدير التوثيق الآثريى بشمال سيناء. وبمناسبة الاحتفال بعيد تحرير سيناء حاولت « البديل » الاطلاع على أخطر المشكلات التى تواجه الآثار فى سيناء: من خلال اللقاء بالدكتورعبدالصمد، الذى أكد أن الآثار الفرعونية والرومانية فى خطر شديد نظرا لكونها منشأة بالأحجار الجيرية التى تتفاعل مع المياه ، لافتا إلى ضرورة اهتمام الدولة بآثار سيناء ووضعها فى قائمة الخطر. وأشار إلى أنه لا توجد حتى الآن دراسة تفصيلية لخطورة هذه المياه على المواقع الأثرية ، التى تزخر بها سيناء من القنطرة شرقا وحتى رفح غربا ، بالرغم من دراسة الدكتور فاروق الباز وممدوح حمزة وخالد عودة حول زيادة منسوب المياه بالمنطقة. ولفت إلى امتلاك مصر مجموعة من التلال فى سيناء لم يُكتشف الآثار المدفونة فى باطنها حتى الآن والتى تسبح فى بحر من المياه الجوفية. وأضاف "عبدالصمد"إلى اهتمام الدولة بالسياحة الترفيهية دون باقى أنواع السياحات التى تمتاز بها سيناء من سياحة ثقافية ودينية وعلاجية، مضيفا"مدينة العريش تعد من أنقى مدن العالم ومن الممكن إنشاء سياحة المؤتمرات بها ، مثل العديد من دول العالم التى تنشئ مدنًا للمؤتمرات تدر دخلا يساعد فى نمو اقتصادها. وقال، إن استغلال الثروات الطبيعية بسيناء يمثل نسبة 1%، مشيرا إلى أن عودة الحركة السياحية بسيناء واستغلال مواردها لن يأتى إلا باستقرار سياسى ثم استقرار أمنى ، ثم تنمية واستغلال موارد، حتى تستطيع سيناء بما فيها من آثار وموارد أن تسهم في زيادة الدخل القومى.