قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن الأحزاب في الهند غيرت مرشحيها لجذب الناخبين الراغبين في التغيير، فقد استعانت بممثلين ولاعبي كرة القدم وصحفيين ولاعبي الكريكت بالإضافة إلى ساحر وعد ب "إنهاء الحكم السيئ". وفي حين أن الشعب الهندي يستعد للتوجه إلى صناديق الاقتراع اعتبارًا من غد وحتى 12 مايو المقبل، أتاحت الأحزاب الفرصة للمرشحين الذين لم يخوضوا من قبل هذه الانتخابات، لإدراكهم أن الناخبين يتطلعون للتغيير. ولتجديد صورته، استعان حزب المؤتمر، الذي يسعى للفوز بولاية ثالثة، ببعض الوجوه الجديدة مثل ناندان نيليكاني، مؤسس المجموعة العملاقة للبرمجيات الهندية "إنفوسيس"، المرشح في ولاية بنجالور جنوب البلاد. وقال نيليكاني "الغالبية العظمى من السكان تقل أعمارهم عن 30 عامًا، ونشأوا بعد عام 1991، عندما فتحت البلاد اقتصادها على العالم وحررت الاستثمارات والواردات، هؤلاء الشباب يريدون مستقبلا أفضل، ويريدونه على الفور، 100 مليون منهم يصوتون لأول مرة، وهم يريدون أشخاصًا أكفاء يقدمون حلولا". وأوضحت الصحيفة أنه في كتاب صدر عام 2011، لفت المؤرخ البريطاني "باتريك فرنش" إلى أن جميع أعضاء مجلس النواب تبلغ أعمارهم أقل من30 عامًا وورثوا مقاعدهم عن آبائهم. أما حزب "بهاراتيا جاناتا" اليميني القومي، الأكثر تفضيلا في الانتخابات، قام زعيمه "ناريندرا مودي" بتجديد ثلثي قوائم الحزب مقارنة بالانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2009. وخلال الحملة الانتخابية، لم يكف ناريندرا مودي، الذي يرأس حكومة ولاية جوجارات منذ ثلاثة عشر عامًا، عن التذكير بأصوله المتواضعة، فهو الذي كان يعمل سابقًا بائعًا للشاي، يواجه راهول غاندي، وريث سلالة غاندي، وممثل حزب المؤتمر. وأشارت الصحيفة إلى أن النمو في الهند الذي وصل إلى 9.5٪ في الفترة 2006-2007، انخفض إلى 4.7٪ في أواخر عام 2013، فبعد 67 عامًا على الاستقلال، لا تزال المشاكل القديمة موجودة في بعض الولايات مثل سوء التغذية بين النساء والأطفال، وارتفاع معدل وفيات الأطفال الرضع ونقص المعلمين في المدارس. وأكدت الصحيفة أن تجديد قوائم الأحزاب يأتي امتثالا لاعتبارات تكتيكية، حيث يقول عدنان فاروقي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملة الإسلامية بدلهي "إن الناخبين يميلون إلى التصويت ضد رئيس الوزراء الحالي، لذا فمن الطبيعي أن تعيد الأحزاب تصميم قوائمها، ولكن هذا لا يعني أن هؤلاء المرشحين الجدد سيغيرون كل شيء بين عشية وضحاها". وأضاف "إن العديد منهم لا يقترح أي إجراءات ملموسة إطلاقًا، كما إن الدفع بنجوم الرياضة والسينما في الانتخابات يوضح الفراغ الأيديولوجي الذي تعاني منه بعض الأحزاب الإقليمية".