قالت صحيفة "توداي زمان" التركية اليوم، إن تركيا تقترب من الأزمة السورية بدرجة كبيرة، ولكنها تواجه أيضا تهديدا أمنيا إضافيا في الشمال من خلال أوكرانيا وشبه جزيرة القرم التي تقترب تدريجيا من السيطرة الروسية السياسية والعسكرية. وأوضحت الصحيفة أن الأتراك يشعرون بالقرب من تتار القرم؛ لأسباب تاريخية، كما أن شبه الجزيرة تعيد الذكريات المريرة بعد أن انتصرت القوات الروسية على التركية واستطاعت ضمهما في القرن الثامن العاشر. وأشارت إلى أن تحكم روسيا عسكريا في شبه جزيرة القرم يغير توازن القوى في منطقة البحر الأسود بشكل جذري، ومثل هذا التطور ينهك قدرات القوات البحرية التركية التي تحافظ على توازن القوى في منطقة بحر إيجة، وحماية المصالح الوطنية المعقدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وذكرت الصحيفة التركية أن تركيا ترى نفسها شريكا في القرم نظرا لوجود التتار، حيث تربطهما علاقات عرقية، فما يقرب من 300 ألف تتري من أصل تركي، وكانوا مناهضين لروسيا منذ فقدان تركيا السيطرة على شبه الجزيرة، ووقفوا مع الاحتجاجات المناهضة لرئيس الأوكراني المعزول "فيكتور يانوكوفيتش" ودعموا فكرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأوضحت الصحيفة أن الاستفتاء على انضمام القرم إلى روسيا سيجعل التتار تحت رحمة الروس، وهو أسوأ سياريو لتتار القرم، الذين يخشون تقليص الحريات الثقافية، وتعرضهم للتميز العرقي مرة أخرى. ولفتت إلى أن تركيا ليس لديها نفوذ كبير على روسيا، والسبب يرجع إلى اعتماد أنقرة بشكل كبير على الطاقة الروسية، وكذلك العلاقات الاقتصادية، فروسيا ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا بعد ألمانيا. وأضافت الصحيفة أن تركيا كونها عضو مؤسس في حلف الناتو، يجب عليها تسهيل المحادثات بين موسكو وحلف الناتو، ولكن حال فشل الوساطة، ستواجه تركيا مشكلات من الجهتين الجنوبية والشمالية بالإضافة إلى مشكلاتها الداخلية.