«كلّما أكتبني، كلّما اكتشف بعضا منّي.. فأبحث فيّ عن الآخر».. قالتها «أندريه شديد» التي غادرت عالمنا في العام 2011، تلك الشاعرة والكاتبة الفرنسيّة، اللبنانية الجذور المصريّة الهوى، صاحبة «اليوم السادس»، التي اتخذت من الأدب ملاذاً للذين أساءت الحياة معاملتهم. تمر اليوم الذكرى ال3 على وفاة «أندريه شديد»، الشاعرة والروائية والكاتبة الفرنسية. المولدة في القاهرة لأسرة مسيحية من أصل لبناني، عندما كانت في العاشرة من عمرها تم إرسالها إلى مدرسة داخلية حيث تعلمت الإنجليزية والفرنسية، وفى الرابعة عشر من عمرها سافرت إلى أوروبا ولكنها عادت ثانية إلى القاهرة لتدرس بالجامعة الأمريكية، ولا تعرف أندريه شديد الحدود بين البلدان حيث تقول في أحد مصنفاتها الشعرية (إننى انتمى إلى بلد بلا علم وبلا حبال تربطك). أقامت أندريه شديد في باريس منذ عام 1946 حين كانت في السادسة والعشرين من عمرها، وتزوجت من عالم أحياء وأنجبت ميشيل ولويس شديد وهو مغنى فرنسى مشهور، ولها حفيد هو مطرب الروك الفرنسي لوى شديد. بدأت مشوارها الأدبى عام 1943 بمجموعة من الأشعار المكتوبة باللغة الأنجليزية ولكنها سرعان ما تبنت اللغة الفرنسية، ويسود الشرق ومصر القديمة وريف مصر الحديث أعمالها القصصية التي منها: "الرماد المعتق 1952، جوناثان 1955، الحاسة السادسة 1960″، ومن أعمالها الشعرية: "نصوص لوجه 1949، نصوص للقصيدة 1950،نصوص للحى 1952، نصوص للأرض الحبيبة 1955، أرض وشعر 1960، أخوة الكلام 1976″. حازت على العديد من الجوائز منها: "جائزة لويز لابيه عام 1966،جائزة النسر الذهبى للشعر 1972، الجائزة الكبرى للأدب الفرنسى من الأكاديمية الملكية ببلجيكا عام 1975، جائزة أفريقيا المتوسطة عام 1975″. اعتبرت الكتابة وطنا يجمع شتات هويتها الموزعة بين 3 بلدان ويؤاخي بين الشطرين الشرقي والغربي من شخصيتها. وإلى جانب القصة والرواية والشعر، كتبت مسرحيات عدة، ونقلت روايتان من رواياتها إلى السينما، كما كتبت حكايات للأطفال ونصوصا لأغنيات غناها ابنها لوي الذي قال في أكثر من مناسبة إن والدته هي ملهمته التي حرضته على الإبداع وعلمته معاني التوق إلى الحرية والاستقلال والقيم الفنية. وقد رد لها الجميل في أسطوانة مخصصة لها بعنوان «أمي». ونقرأ لها قصيدة ترجمها للعربية "محمد الصالح الغريسي"، بعنوان «أشجار»: «أعرف أشجارا لاحتكاكها بالرّياح ،تكسوها الأخاديد ، و أخرى تردّد أعاليها حكايات النّسيم و أخرى تنتصب وحيدة تتحدّى الأرض العصيّة و أخرى تلتفّ حول منزل رماديّ أعرف أشجارا تتمسّح صاغرة عند أقدام المياه زهوا بصورتها، وتلك الّتي تهزّ شعرها كبرياء في وجه الشّمس أعرف أشجارا هي شاهد على ولادات قديمة جدّا تضاعفت جذورها و أعرف أخرى تزفر للمسة جناح أعرف أشجارا بلا فائدة هي مجرّد أوراق كلّ هذه الأشجار عاشت طويلا على أرض البشر».