أكد د. أحمد الدري – رئيس الجمعية المصرية لسرطان الكبد – على ارتفاع معدلات الإصابة في مصر، والتي وصلت ل11% من إجمالي المصابين بالفيروسات الكبدية، لتصل إلى 7.9 حالة لكل 100 ألف نسمة، بواقع 6400 حالة وفاة سنويا. وأشار -على هامش المؤتمر العلمي الذى عقدته أمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة، بالتعاون مع الجمعية المصرية لسرطان الكبد اليوم –السبت- بعنوان «الإرشادات المصرية لعلاج سرطان الكبد» إلى أن الإصابة بالمرض تأتي في المرتبة الثانية لسرطان المثانة في الرجال، والمرتبة الخامسة في السيدات. ولفت إلى أن تضاعف معدلات الإصابة 40 مرة، عما كانت عليه عام 1970، بواقع 10 آلاف حالة جديدة سنويا، يجعله السبب الأول في الوفاة بالسرطان بين جميع أنواع المرض المنتشرة بمصر. وحول أساليب التوعية والعلاج، قال«الدري»- خلال تصريحات ل«البديل»:"من أهم أسباب انتشار المرض هو انتشار الفيروسات الكبدية بصورة انفجارية، إضافة إلى زيادة معدل السموم البيئية، واستخدام المبيدات الحشرية بطريقة عشوائية في الزراعة، وارتفاع معدل أعمار المصريين إلى أكثر من 60 عاما، وانخفاض سن الإصابة، حيث أصبحت تطال الشباب في سن 20 و30 سنة". وأشار إلى اكتشاف طرق حديثة في العلاج منها استخدام الأشعة التداخلية، وهي عبارة عن استخدام أدوات طبية رفيعة ودقيقة مثل الإبر والقساطر والسلوك، وإدخالها إلى جسم الإنسان عن طريق الجلد دون فتحة جراحية، ثم توجيهها باستخدام الأشعة التشخيصية؛ حيث يتم استخدام هذه الأدوات في علاج السرطان سواء بحقن عقاقير علاجية، أو تركيب دعامات، أو سد الأوعية الدموية المغذية لمنطقة المرض، أو حرق الأورام. وأكد د. محمود المتينى – رئيس وحدة زراعة الأعضاء بجامعة عين شمس – أن مصر تستقبل من 7 إلى 8 آلاف مريض بسرطان الكبد سنويًّا، وغالبًا ما تكتشف الإصابة في مراحل متأخرة، موضحًا أن المصابين بفيروسات كبدي( B, C )، والمدخنين، والمصابين بالسمنة، وتليف الكبد، هم أكثر المعرضين للإصابة بأورام الكبد. وأضاف أن العلاج بالخلايا الجذعية ما زال قيد الأبحاث العلمية ولم يعترف به عالميا حتى الآن، موضحًا أنه عند الاعتراف به سيشكل ثورة طبية، لكن هذا لن يحدث قبل سنوات، وغالبًا ما سيعتمد لعلاج الأعصاب والسكر أولا قبل علاج الكبد، داعيا لعدم تصديق كل من يدعى استخدامه لتلك التقنية فى العلاج. ومن جانبه قال د.عمرو حلمي – وزير الصحة الأسبق- وأستاذ جراحة الكبد:"المراكز الطبية من أهم قطاعات وزارة الصحة؛ لما بها من إمكانيات وتكنولوجيا في العلاج، مضيفاً أن هناك إهمالًا في تدريب الأطباء على علاجات سرطان الكبد منذ سنوات". وشدد حلمي في تصريحات ل«البديل»، على ضرورة استغلال وزارة الصحة لإمكانياتها وتسخيرها لتدريب الأطباء للارتقاء بالمهنة، مشيدًا بما قامت به الجمعية المصرية لسرطان الكبد بعمل بروتوكول إرشادي لعلاج سرطان الكبد، لأن الأطباء بحاجة لمثل هذا البروتوكول لتطبيق العلاج السليم والتشخيص الجيد، ومتابعة تطور جرحات الكبد. وأكد أن أغلب دول العالم تتعامل مع برتوكول موحد في طرق علاج السرطان لعدم إهدار الأدوية، وتوفير العقاقير المناسبة لكل حالة، مشددا على ضرورة تعميم التجربة على جميع المراكز الطبية المتخصصة وفي جميع الأمراض. من ناحيته، أضاف د. عبد الحميد أباظة – مساعد وزير الصحة والسكان واستشارى أمراض الكبد – أن الندوة العملية تهدف إلى نشر وتطبيق البروتوكول الخاص بعلاج سرطان الكبد، والذى وضعه 200 أستاذ من أعضاء الجمعية المصرية لأمراض الكبد. وأشار إلى أن هذا البروتوكول، سيسهم فى عدم تشتيت الطبيب بين مدارس العلاج المختلفة، وتوحيد العلاج المقدم للمريض وعدم تغييره إذا اضطر لتلقى العلاج بمكان آخر، وكذلك ترشيد الإنفاق، مؤكدا أن أورام الكبد من أخطر الأنواع التى تواجه المريض المصرى لانتشار الإصابة بالفيروسات الكبدية. وأضاف د. محمد سلطان – رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة – أن وزارة الصحة أقرت الخطوط الإرشادية التي وضعتها الجمعية المصرية لسرطان الكبد، واختارت المراكز الطبية المتخصصة لتعمم عليها. لتعميمها في جميع أمانات المراكز الطبية والمستشفيات التابعة للوزارة والمتخصصة في أمراض الكبد، وأنه خلال الفترة المقبلة ستعقد ندوات علمية أخرى للأطباء بالتعاون مع النقابة العامة؛ لتدريبهم على الطرق الإرشادية