قبيل الساعة السابعة مساء 28 سبتمبر الماضي صادفت في مدخل نقابة الصحفيين المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع صاعدا إلى الدور الرابع، فسألت “عم سيد”: هوه فيه إيه في الدور الرابع؟ فقال إن “الأستاذ صلاح عبد المقصود عامل ندوة”، صعدت لأعرف التفاصيل، فوجدت القاعة الرئيسية تستعد لحفل تكريم، وبطول الجدران وفي مدخل القاعة لافتات عن حفلات سابقة عنوانها “رموز في دائرة الضوء”، تم خلالها تكريم الأساتذة جابر قميحة ومحمد عمارة وأحمد العسال وحسن الشافعي وأخيرا حفلة اليوم لتكريم المستشار السعودي عبد الله العقيل. قصدت النقيب بالإنابة الأستاذ صلاح عبد المقصود جالسا على المنصة وإلى جواره المرشد الحالي وآخرين من رموز الإخوان وسألته: أستاذ صلاح.. هل أنت حاضر بصفتك نقيب للصحفيين أم بصفتك عضو في جماعة الإخوان المسلمين؟ فأجاب: بصفتي عضو في جماعة الإخوان المسلمين؟، وعقبت: بزمتك ده كلام.. أنت أخطأت يا أستاذ صلاح باستضافتك المرشد في هذا التوقيت.. توقيت الانتخابات.. فرد: أنا يا أيمن سأعلن في الميكرفون إننا مستأجرين القاعة.. فقلت: أنت تعلم تقديري ومحبتي لك لكنك أخطأت وواجبي أن أقول لك ذلك في وجهك.. فقام محاولا الاعتذار مقبلا رأسي. في الدور الثامن بالنقابة التقيت بعض أعضاء اللجنة المشرفة على الانتخابات وعددا من المرشحين لعضوية مجلس النقابة وآخرين من أعضاء الجمعية العمومية الذين أبدوا انزعاجهم من استضافة المرشد العام لجماعة سياسية ولفيف من رموزها أثناء الحملة الانتخابية لنقابة الصحفيين، واتصلنا بعدد من أعضاء مجلس النقابة فأكدوا جميعا أن لا علم لهم بموضوع الاحتفالية، وأن النقيب بالإنابة لم يحصل على موافقة المجلس وفقا لقرارات سابقة للمجلس في مثل هذه الحالات.. على الفور كتبت شكوى إلى لجنة الإشراف على الانتخابات فطلب مني أعضاؤها الحاضرون أن أسلمها في اليوم التالي بشكل رسمي، وقد كان.. قدمتها بالفعل صباح 29 سبتمبر برقم وارد 3899 .. وللآن (صباح 5 أكتوبر) لم تعرض الشكوى على اللجنة.. يبدو أنها ضلت الطريق في المسافة بين الدور الأول والثالث في مكتب السكرتير العام حاتم زكريا الذي وقع منفردا ودون علم المجلس على طلب تأجير القاعة الرئيسية، (أما النقيب بالإنابة فقد نفى في اتصال هاتفي أنه رأى الشكوى من أصله). الشكوى التي انضم إليها عشرات الصحفيين تشير إلى أن تزامن الحفل مع بدء الحملة الانتخابية يثير الشبهات حول التأثير على سير العملية الانتخابية، وأن تصرف النقيب بالإنابة يخالف ما استقرت عليه تقاليد نقابة الصحفيين من عدم الزج بها في معارك حزبية والحفاظ عليها نقابة مهنية لأعضائها، ويشكل تصرفه انحيازا واضحا لفصيل سياسي بعينه ينتمي إليه النقيب حسب نص كلامه، وأن شبهة التدبير والغرض الخاص واضحة، حيث أن الاحتفال لم يكن ندوة رأي كغيرها مما تستضيفه نقابة الصحفيين باعتبارها بيتا لكل المصريين، وكان يمكن للجماعة أن تقيم الحفل في أي من مقراتها الكثيرة، وكان يمكن للسيد النقيب أن يبلغ أعضاء المجلس بأنه سيدعو المرشدين الحالي والسابق لجماعة الإخوان ليكون المجلس شريكا له أو يرفض قرارا يثير حساسيات شديدة قبيل الانتخابات. وتطالب الشكوى بالتحقيق في الواقعة باعتبارها تدليسا على إرادة مجلس النقابة وإرادة الجمعية العمومية التي انتخبته، واتخاذ ما يلزم من إجراءات -في حال ثبوت الاتهام- تجاه النقيب بالإنابة حتى لو كان ما تبقى في مدة ولايته يوما واحدا لكي يمتنع أي عضو بالمجلس مستقبلا عن تسييس العمل النقابي، أو إفساح المجال أمام أي فصيل سياسي للتأثير على الصحفيين. تبقى ملاحظات سريعة: · الجهة المنظمة لحفل التكريم هي مركز الإعلام العربي الذي يديره الأستاذ صلاح عبد المقصود، وقد دفعت 5 آلاف جنيه في 15 سبتمبر 2011 إيجارا للقاعة. · تناول الحضور (حوالي 300 شخص) وجبات سعر الواحدة 20 جنيها تقريبا، بإجمالي تكلفة 6 آلاف جنيه. · عرض في حفل التكريم فيلم وثائقي من إعداد المركز تكلفته تقديرا 5 آلاف جنيه. · تكلفة اللافتات الضخمة بطول جدران القاعة حوالي 2 ألفي جنيه. · تقدر أجور المنسقين والمساعدين في الإعداد للحفل بنحو 2 ألفي جنيه. · إجمالي التكلفة تقريبا 20 ألف جنيه. · خلال عام واحد نظم مركز الإعلام العربي 5 حفلات بنفس الطريقة تحت عنوان “رموز في دائرة الضوء”، يبلغ إجمالي تكلفتها 100 ألف جنيه. لا أظن أن مدير مركز الإعلام العربي الأستاذ صلاح عبد المقصود مليونير، لديه فائض دخل ينفقه على أعمال خيرية. ترى هل يحقق المركز الإعلامي فائض أرباح سنوية (باعتباره مركزا يقوم على نظام محاسبي تجاري) يمكنه من إنفاق هذا المبلغ على أعمال خيرية لا ينتظر منها ربحا؟ أم أن المركز يتلقى تمويلا من جهات ما؟ وما هي؟ عملا بقول رسولنا الكريم “انصر أخاك ظالما أو مظلوما...” (والظالم بأن تحجزه أو تمنعه من الظلم) أوجه الأسئلة السابقة للأستاذ صلاح عبد المقصود نقيب الصحفيين بالإنابة باعتباره الأجدر بالإجابة عنها، حفاظا على سمعته كنقابي يؤمن بالشفافية وأصول المحاسبة بين الزملاء وحرصا على انتمائه للجمعية العمومية للصحفيين، وفصلا للخلط بين صفاته المتعددة كنقيب بالإنابة وعضو في جماعة الإخوان المسلمين ومدير لمركز إعلامي يحتفي برموزها ويدعوهم تحت عناوين وحجج واهية للحضور إلى النقابة وقت حملة انتخابية، تروج فيها شائعات عن التدخل في مسارها لصالح فريق على حساب آخر. أيمن شرف عضو الجمعية العمومية رقم العضوية: 4795