نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالا لها حول عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، وما يمكن أن تحتاجه للنجاح، والإطار الذي اقترحه وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" لهذه العملية. وقالت الصحيفة إن "كيري" وضع مبادئ إطار اتفاقية السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وقد اعتقد الكثيرون أنه تبنى الطلب الإسرائيلي، باعتراف فلسطين أن إسرائيل دولة يهودية، وهذه الخطوة لا يجب التقليل من أهميتها تاريخيا أو مستقبليا بالنسبة لجهود صنع السلام الأمريكية في المنطقة. وأضافت أن هناك أسبابا وجيهة لبطئ تطور الموقف الأمريكي بالنسبة لعملية السلام؛ فالطلب الإسرائيلي جديد نسبيا، حيث بدا واضحا في مفاوضات 2007 بين الطرفين، وتمت إعادة الطلب بعد تولي رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو". ومع ذلك اتخذت الولاياتالمتحدة خطوة مهمة عندما بين الرئيس الأمريكي"باراك أوباما" في خطاب له في مايو 2011، رؤيته لعملية السلام بأن إسرائيل كدولة يهودية وطن للشعب اليهودي، ودولة فلسطين كوطن للشعب الفلسطيني، وهذا أوضح أنه مهما كانت دوافع "نتنياهو" وراء الطلب، فإن الحكومة الأمريكية موافقة عليه وأنه لا يمكن تجاهله أكثر من ذلك. وأشارت الصحيفة إلى أهمية هذه المسألة وتقدمها للجميع، مؤكدة أن الموقف الأمريكي في المسألة إما أن يؤدي إلى انفراجة كبيرة أو خطأ دبلوماسي كبير بإمكانه تأجيل عملية السلام لبعض الوقت، وبينت أن الاعتراف بإسرائيل في 1993، يعطي الفلسطينيين حجة قوية للاعتراض على الطلب الإسرائيلي؛ حيث كان اعتراف فلسطين بدولة إسرائيل صفعة كبيرة للفلسطينيين. كما لفتت إلى تصريح "نتنياهو": بأن اعتراف فلسطين بيهودية إسرائيل يعد شرطا من أجل السلام، ورمزا عميقا للمصالحة بين الطرفين، ولكي تعترف فلسطين بإسرائيل كدولة يهودية، على إسرائيل أن تكون على استعداد لعمل المثل، من اعترافها بمعاناة الفلسطينيين على مر سنوات الوجود الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وبينت الصحيفة أن هذا الاعتراف ليس صعبا للإسرائيليين، ففي 2001 تم وضع وثيقة مبنية على إعراب إسرائيل عن أسفها الرسمي عن معاناة وخسائر الفلسطينيين، لكن لم يتم تطبيقها بالطبع. واختتمت "البوست" مقالها بأن ثلثي اليهود الإسرائيليين يريدون معرفة الرواية الفلسطينية حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني التاريخي وتعليمه لأطفالهم في المدارس وليس فقط الرواية الإسرائيلية.