قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن العلاقات بين بريطانيا وجيرانها فى أوروبا لا تتوقف عن التدهور، فمنذ أن وعد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، في يناير الماضى، بإجراء استفتاء حول الخروج من الاتحاد الأوروبى فى عام 2017 والأمور تتحول إلى ما يسمى ب "حوار الطرشان". وأضافت أن أزمة اليورو وموجة الهجرة من شرق أوروبا زادتا من التمرد على الاتحاد الأوروبى، ويبدو أن المخاطر السياسية على كاميرون صارت قوية وهو ما دفعه إلى الوعد بإجراء استفتاء لعام 2017. وقد اضطر كاميرون إلى ممارسة عملية توازن صعبة دون التمكن من استعادة السيطرة على النقاش بشأن أوروبا داخل بلاده، فكان أول من يرغب فى تعميق الاتحاد النقدى لطوى صفحة أزمة الديون، كما فعل كل شئ للخروج من منطقة اليورو، وقد نقلت الصحيفة عن مسئول كبير بالمفوضية الأوروبية قوله "لا يكفى أن تقول لا كى تصبح مسموعًا" مؤكدًا أن "ضعف" كاميرون يهمش بلاده. وأوضحت الصحيفة أن سعى بريطانيا إلى توسيع الاتحاد الأوروبى عن طريق ضم دول الشرق إليه لم يمنع كاميرون من الدعوة إلى تقييد الحركة داخل دول الاتحاد الأوروبى لمكافحة "السياحة الاجتماعية". كما اقترح كاميرون وضع حد أقصى للحركات المهاجرة، وبالتالى ظهرت بريطانيا فى حالة انفصام: فهى تؤيد توسيع الاتحاد، ولكنها تعارض حرية التنقل، مما دفع أحد الدبلوماسيين إلى وصفها بأنها "متناقضة". ورأت فيفيان ريدنج المفوضة الأوروبية لشئون العدل بالاتحاد الأوروبى أن"هذا أمر غير قابل للتفاوض، فحرية التنقل حق أساسى خاص بالاتحاد الأوروبى". وخلصت الصحيفة إلى أن كاميرون صار فى عزلة رغم جهود المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لإعادته إلى اللعبة الأوروبية، كما أشار هوجو برادي الباحث في معهد الإصلاح الأوروبي إلى أن "بريطانيا العظمى خسرت نفوذها لتصبح رمزًا للاستثنائية".