يتقلص عدد الجزارين في موسم عيد الأضحي المبارك، أمام كم الذبائح من خراف وعجول وماعز، و"جزار العيد" مهنة موسمية فمعظمهم لا يشتغلون بالمهنة في غير أيام عيد الأضحى، ويكتفي أصحاب محال الجزارة والجزارون المشتغلون بالمهنة ببيع اللحوم في ذلك الموسم، ما يدفعه لرفع قيمة أجره عند نحر وسلخ الأضاحي، ويدفع المواطنين للاتفاق معه قبل اليوم الأول من العيد بأسابيع. . أكد المواطنون أن أجر الجزار عند نحر العجول والبقر يبدأ من450 جنيها فأكثر، بخلاف ما يضع يده عليه من لحوم وجلود، ما يدفعهم لتعويضه عن هذه اللحوم والجلود بمبلغ مالي، حيث إن الأضحية وبحسب الشرع تقسم لثلاثة أقسام، ثلث للمضحى، وثلث لأصحابه وأحبابه، وثلث للفقراء والمساكين، وأن المضحى له الحرية في التوزيع، إذا كانت أسرته كبيرة، أو تتضمن فقراء لأن "هؤلاء لهم عليه حق وهو حق القرابة وحق الفقراء" وهو ما أكده كل من: "سيد مخيمر عبد الوارث" و"مصطفي أبو الحاج" بقرية "اتليدم" مركز أبو قرقاص، وأضاف "أحمد عبد القادر المرزوق" بقرية "تله" بالمنيا أن أجر الجزار عند ذبح الخراف والماعز يبدأ من 250 جنيها فأكثر. وقال عدد من الأهالي إن "الجزار" عملة نادرة في موسم عيد الأضحى، ويقوم بعضهم بالاتفاق معه علي نحر الذبائح قبل العيد بأسابيع، وأن بعض الجزارين يؤجلون النحر لثاني وثالث ورابع أيام العيد رغم الاتفاق المسبق، فيبدأون بنحر العجول والبقر أولا ثم يلتفتون للماعز والخراف، نظرا لارتفاع أجر الأولي، ولموسمية مهنتهم وقلة عددهم. يمتهن معظم جزارين الموسم مهنا أخرى، غير الجزارة، لكنها عادة، وحرفة مربحة، وأن 4 ساعات لنحر وسلخ الأضحية الواحدة لا تكفي، خاصة وأن بعض الذبائن والعائلات تتعمد مضايقتهم، وتضييع وقتهم، حيث يطالبونهم بتقسيم الأضحية لقطع أصغر من المعتاد تقسيمها، فيما يتأخر بعضهم في إحضار الأواني اللازمة للسلخ وتقسيم الذبيحة. "أسامه عبد الوارث" جزار موسمي بقرية "تله" بالمنيا، حاصل علي ليسانس آداب ويعمل مدرس لغة عربية يصطحب ابنه البالغ من العمر 16 عاما والذي يساعده في عمله ويحمل عدة الجزارة، ويجول وابنه القرية من منزل لآخر منذ اليوم الأول وحتى اليوم الرابع لعيد الأضحى، يقول "بالنسبة لارتفاع أجر النحر فهذا كلام غير صحيح، وأن الأجر ثابت منذ عدة أعوام ولا يصل ل370 جنيها عند ذبح وسلخ العجول والبقر و 190 أو 200 جنيها عند ذبح وسلخ الخراف والماعز وأن أي زيادة تكون إما في مقابل عدم أخذ أي لحوم من الأضحية أو عندما يطلب صاحب الأضحية من الجزار تقسيمها لقطع صغيرة لتصبح معدة للتوزيع، في حين تخصص بعض العائلات والأسر الميسورة مبالغ أكثر". ويضيف أحد الجزارين أن العجول والبقر والذبائح الكبيرة ليست في مقدور معظم الأسر والعائلات وأن معظمهم يقتسمون الأضحية فيما بينهم، ما يعد عبئا علي الجزار الذي يتولي مهام عملية التقسيم بحذر، ويختلف أحيانا الأهالي حول أجزاء الأضحية "الرجول – المخ والطحال – الرأس – الكبد..وغيرها".