تسلط الزيارات التي قام بها كبار قادة الصين إلى بلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، الضوء على عزم البلاد على تعميق العلاقات والتمهيد لطريق حرير بحري. ووفق وكالة "شينخوا"، فإن رئيس مجلس الدولة الصيني "لي كه تشيانغ"، وصل يوم 9 أكتوبر الجاري إلى "بروناي" لحضور اجتماعات زعماء دول شرق آسيا، والقيام بزيارات رسمية إلى البلد المضيف وتايلاند وفيتنام. وأجرى الرئيس الصيني "شي جين بينغ"، في الفترة بين يومي 2 و 8 أكتوبر، زيارات دولية إلى إندونيسيا وماليزيا, وحضر اجتماع القادة ال21 لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا – المحيط الهادئ. وقال "لوه يونغ كون"، باحث مساعد في قسم جنوب شرق آسيا في معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، إن الزيارات إلى دول الآسيان تدل على أن القيادة تعلق أهمية كبيرة على العلاقات بين الصين ودول الآسيان. وحافظت الصين على علاقات تجارية وثيقة مع دول جنوب شرق آسيا منذ العصور القديمة، وتمتع الطريق البحري الواصل بين الصين والدول الأجنبية بأهمية مماثلة، لما تمتع به طريق الحرير الذي كان يربط بين الشرق والغرب براً. وقال "شي جين بينغ" في خطاب ألقاه خلال زيارته يوم 3 أكتوبر في إندونيسيا، إن الصين والآسيان ستعززان التعاون البحري وبناء طريق الحرير البحري للقرن ال21. وتطرق "لي كه تشيانغ"، إلى ذلك أيضا في اقتراحه المكون من سبع نقاط بشأن التعاون بين الصين والآسيان، في بروناي يوم 9 من نفس الشهر. وأشار "لوه" أن البناء المشترك لطريق الحرير البحري، سيركز على توافق جديد، بما في ذلك المناقشة بشأن التوقيع على معاهدة لحسن الجوار والصداقة والتعاون وتعزيز التبادلات في مجال الأمن، وإنشاء بنك آسيوي للاستثمار في البنية التحتية ووضع تنمية الاتصالات البحرية في قائمة الأولويات. وأضاف أن "هذه التدابير هي محور التعاون والتنمية بين الصين ودول الآسيان "، مشيرا إلى أن "الصين تأمل في أن ينتهز الجانبان الفرصة لتعميق التعاون بطريقة شاملة".