أنقذت العناية الإلهية، الطفلة "بسملة" ذات الأربع سنوات، من الموت بالصعق الكهربائى أو الحرق داخل الوحدة الأولى بمستشفى الميرى الجامعى بمحطة الرمل بالإسكندرية، بعدما سرب سقف غرفة العناية بالمياه على الأجهزة الطبية، وحدث ماس كهربائى أحرق الأجهزة والسرير الذى ترقد عليه الطفلة. تقول والدة بسملة ل "البديل"، إن طفلتها ذات الأربع سنوات، صارت طريحة الفراش بعد ما لقيته من إهمال طبى وتلوث داخل غرفة العناية المركزة "بمقبرة الأحياء" مستشفى الميرى الجامعى، حيث إن بسملة يوجد لديها مياه بالمخ، ودخلت المستشفى يوم وقفة عيد الفطر، وصرح الطبيب المسئول رئيس القسم بضرورة دخولها غرفة العمليات، لشفط الماء من المخ، ولكن تكاسل الأطباء المعنيون وصمموا على أن هذا اليوم إجازة، فتم بناء عليه تأجيل العملية، وفى اليوم التالى، استاء الطبيب من عدم إجرائها العملية، وأمر بدخولها غرفة العمليات أول يوم العيد، وكانت الحالة قد أصبحت حرجة، مشيرا إلى أن هذا التأخير يجعلها تحتاج إلى النقل لغرفة العناية المركزة، ولكن يفضل أن تكون خارج المستشفى حتى تتجنب "التلوث والفيروسات". وتضيف: ومن هنا بدأت المأساة، عندما دخلت الطفلة العناية المركزة، حيث وجدنا سقف الغرفة يسرب "مياه" على الأجهزة والسرير، وقمت بإبلاغ المسئول عن هذا التسريب، لكنه قال "أنا مش مسئول عندما يستلم منى زميلى بالوردية الثانية سيتصرف"، ولحظات حتى وجدت السرير به ماس كهربائى، وقمت برفع الطفلة من أعلى السرير وبالصراخ المستمر حتى ينقذنى أحد، وطلبت منهم فصل الأجهزة عن البنت، لكنهم جميعا يقفون فى ذهول وخوف شديد أن يقترب أحدهم من السرير فيصعق بالكهرباء. وتستكمل "الأم": تم وضع الطفلة بالوحدة الثالثة بالعناية المركزة، والتى أصيبت من خلالها بعدة فيروسات بالرئة والجهاز التنفسى وجلطة بالقدمين اليمنى واليسرى، وحتى الآن داخل العناية المركزة التى توجد بها أكثر من مريض دون العزل الوقائى، وأثناء تواجد كاميرا "البديل" بغرفة العناية المركزة، شاهدنا المسئولة عن التمريض بالعناية تتكلم بالهاتف المحمول والطبيب يجلس بمعزل عن المرضى، وتم فصل جهاز التنفس عن الطفلة أثناء عدم وجود والدتها بجوارها، وكل مسئولى العناية مشغولون إما بالحديث عبر الهاتف وإما مع بعضهم البعض. كما التقت "البديل"، بسيدة أخرى تدعى "أم أحمد"، مرافقة لطفلها بنفس الوحدة الثالثة للعناية المركزة، وقد حررت محضر رقم 5 أحوال بتاريخ 29 سبتمبر بنقطة الشرطة الملحقة بالمستشفى، ضد فريق التمريض الامتياز المعينين بالوحدة، حيث قالت "أنا وجدت ابنى بحالة سيئة ويلتقط أنفاسه الأخيرة، فاستغثت بالدكتور ياسر، وعندما شاهد ابنى وهو يتنفس بصعوبة لعدم إعطائه جلسة العلاج بموعدها، قال "أين المسئولة عن الحالة"، فقالوا له إنها نائمة، فصرخ وقال للتمريض "أيقظوها، فرفضت أن تستيقظ"، وحينها حاول الطبيب إنقاذ ابنى، لكن جاء أصدقاء المسئولة عن طفلى وهى بدرجة الامتياز بكلية التمريض، وحاولوا الاعتداء على الطبيب بالضرب، لولا أننى كدت أن أقبل أيديهم حتى يتركوا الطبيب ينقذ ابنى". وواجهت "البديل"، الدكتور أشرف سعد عميد كلية الطب والمسئول عن مستشفيات الجامعة بالإسكندرية، بكل السلبيات التى تحدث داخل المستشفى للمرضى، فرد قائلاً: "أنا أعلم بما حدث بالوحدة الأولى للعناية المركزة من حرق الأجهزة، ويوجد تطوير للمستشفى وفى طريقنا لمعالجة السلبيات"، وعن حالة "بسملة"، اكتفى العميد بكتابة "كارت توصية" للدكتور "أكرم" رئيس القسم بالوحدة الثالثة للعناية المركزة، وحتى تاريخنا هذا لم يحضر رئيس القسم للمرور ومتابعة الحالات بنفسه. بينما عرضت مراسلة "البديل"، موضوع الإهمال الطبى بمستشفيات الجامعة، خاصة مستشفى الميرى، على السيد اللواء أركان حرب طارق المهدى محافظ الإسكندرية، بصفته المسئول عن كل ما يحدث على أرض المحافظة، لكنه فاجأنا بقوله "أنا مليش سلطة على مستشفيات الجامعة، والجامعة دولة لوحدها"، ولكن تم توصيل الأمر إلى مسئولى وزارة الصحة. أخبار مصر – البديل