تحتفل أكثر من مائة دولة اليوم، السبت، في جميع أنحاء العالم بيوم المعلم، فيأتى الخامس من أكتوبر منذ عام 1994 بهدف تكريمه والتنويه بإنجازاته، وإيمانا بدوره في إبراز وتحقيق الأهداف التعليمية والارتقاء بالمستوى الأكاديمي والتربوي والثقافي. ويختلف الاحتفال بهذا اليوم من بلد لآخر، ففي كوريا الجنوبية تبدأ الاحتفالات بتكريم المعلمين المتميزين، ويجرى الطلاب زيارات خاصة للمدرسين المتقاعدين. وعلي عكس ما يحدث في مصر، فهذا اليوم يمر كأي يوم في خضمّ زحمة الأوراق وتخمة المشاكل التي يعاني منها المعلم، فالمعلم المصري لا وقت لديه للاحتفالات، الكثير من خبراء التعليم أرجعوا ذلك إلي كثرة المشاكل التي يعاني منها وانهماكه في البحث عن حقوقه الضائعة بين وزارة التربية والتعليم ونقابة المهن التعليمية. وفي هذا السياق، يقول الدكتور كمال مغيث، الخبير والتربوي، إن الناحية المادية والمعنوية والمهنية للمعلم المصري لاتساعده علي الاحتفال بيوم المعلم العالمي، حيث إنه لم يصل إلي مستوي معلمي العصر الحديث في بقية الدول، مشيرا إلي أن النتائج التي أعلنت مؤخرا عن جعل التعليم المصري يحتل المراكز الأخيرة سببها يرجع إلي عدم الاهتمام بالمعلم لأنه محور إخراج للعملية التعليمية. وأوضح "مغيث" أن المعايير الثلاثة "المادية، والمعنوية، والمهنية" تساهم بشكل كبير في رفع كفأته ومستواه بما يجعله راضيا عن مهنة التعليم، مضيفا أن المعلم في السبعينيات كان راتبه يعادل ال 5 الآف جنيه، مقارنة بالوضع الحالي الذي يتراوح مابين 100 إلي 600 جنيه للمتعاقد والمعين. وأشار "مغيث" إلي أن الدولة هي المسئولة عن التعليم والمعلم والطالب بنسبة 93%، موضحا أن الأمر يتجاوز وزارة التربية والتعليم، ومضيفا أن بعد ثورة 25 يناير كان هناك أمل أن يكون التعليم هو المشروع القومي لمصر، الأمر الذي لم يحدث بعد. ويضيف الدكتورمحمد زهران، نقيب معلمي المطرية والمنسق العام للجبهة الحقوقية للمعلمين، أن الاحتفال بعيد المعلم مع علم الجميع بتردي حالته "التي لا تسر عدو ولا حبيب" علي جميع المستويات هو احتفال ينم عن قمة الاستخفاف بالمعلمين بل وإضاعة لحقوقهم التي لم يحصلوا علي أي جزء منها. واختتم "زهران": المعلم المصري غير قادرعلي الحصول علي حقه المالي ولا الأدبي ولا الصحي ولا حتى الآدمي، لافتا إلي أن الاحتفال الذي نريده كمعلمين يكون عن طريق وضع آليات للحصول على حقوق المعلمين خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرا إلي أن غير ذلك يعد إضاعة وقت ومال بل وإضاعة حقوقهم.