مع بداية الأسبوع الثانى من العام الدراسى الجديد، ومع دخول الأولاد المدارس بمراحها المختلفة، يزداد خوف وغضب الأهالى على الحال السيئ والمصير الخفى الذى ينتظر فلذات أكبادهم، فما بين بين بلطجة وكابلات كهرباء مكشوفة أمام المدارس وأكوام قمامة وتلوث وما بين عدم معاملة الأطفال بآدمية والزج بهم بفصول مكدسة، ولا يجد التلميذ مقعدًا يجلس عليه، كان ل "البديل" هذه الجولة؛ للتعرف عن المشاكل التى تلاحق الطالب السكندرى. البداية كانت بمجمع مدارس السيوف بمنطقة الرمل ثانٍ التابعة لإدارة شرق الإسكندرية، حيث قابلنا عددًا من أولياء الأمور أثناء خروجهم من مدارس أبنائهم وعلى وجوههم الغضب من السلبيات التى يعانون منها، وهى أن منطقة المدارس التى تتكون من مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية صناعية وتجارية وعامة وتجريبية، والتي تضم عشرات الآلاف من التلاميذ بدون أى تأمين يذكر، ويقف بعض البلجية ومن يوزعون المواد المخدرة أمام بوابات المدارس وهم يتسترون بمهنة سائق التوك توك، والذى تحدث من خلاله عشرات المصائب والحوادث يوميًّا، ولا يتحرك ساكن بقسم الرمل الثانى القريب جدًّا من هذا المجمع. وبالانتقال إلى مجمع المدارس المجاور لكلية العلوم بشارع الحصرى بإدارة وسط التعليمية، كانت الفاجعة الكبرى، وهى كابلات الكهرباء المكشوفة التى تمر أمام بوابات مدرستى عمر بن الخطاب ومدرسة اتحاد الجمهوريات الابتدائية التجريبية، وماسورة المياه التى بها العديد من الثقوب وتخرج من خلالها كميات كبيرة تحول مدخل المدرستين إلى بركة طينية، بالإضافة إلى لافتة المدرسة التى اختفى الاسم من عليها، وتحولت إلى لوحة إعلانات لأحد مرشحى الرئاسة السابقين، إضافة إلى مدرسة اتحاد الجمهوريات والتي تمزقت لافتتها، وكأن مدير المدرسة يرفع شعار "لا أسمع لا أتكلم" رغم العديد من شكاوى أولياء الأمور. بينما يسوء الوضع البيئى أمام مدارس منطقة المندرة من تراكم أكوام القمامة على جانبى الطريق وانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات التى تجلب للتلاميذ الفيروسات والأمراض، وهذا ما تقدم به عدد من أولياء الأمور بشكاوى إلى مديرية التعليم بالإسكندرية ومحافظة الإسكندرية، بل أيضًا تضمنت شكواهم التكدس الكبير داخل الفصول التى تجاوز عدد التلاميذ ببعضها المائة طفل. وعن المدارس الخاصة والقومية، فحدث ولا حرج عن الارتفاع الكبير فى المصروفات الدراسية هذا العام، فتقول عزيزة أحمد (ولية أمر أحد الطلاب): "عندما ذهبت لأدفع مصروفات العام الحالى بمدرسة ابنتى الخاصة، وجدت المصروفات زادت بنسبة كبيرة جدًّا، وعندما اعترضت، قال لى مدير المدرسة: لو مش عاجبك اعملى فينا شكوى، أو انقلى بنتك لمدرسة حكومية". وأشارت إلى أنه "يتم التعامل معنا على أننا من علية القوم، فماذا أفعل؟ لم يتم قبول التلميذ بأول أيام الدراسة إلا بعد سداد المصاريف، وإذا قمت بعمل شكوى، هل سيتم النظر إليها بسرعة قبل بداية العام الدراسى؟ وهل هذه هى قرارات حكومة ثورة 30 يونيو أن يتركونا فريسة لأصحاب المدارس الخاصة وكل ذنبنا أننا نبحث عن تعليم أفضل لأولادنا؟".