في ظل المرحلة الانتقالية، التي تمر بها مصر بعد الموجة الثورية العارمة، في 30 يونيه، التي أطاحت بجماعة الإخوان المسلمين المنتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي، عن الحكم، وأيضا في ظل أولى مراحل خارطة الطريق، المرسومة منذ 3يوليه، وهي التي يُعد فيها دستور مصر القادم، ويليها انتخابات برلمانية ورئاسية. رصدت "البديل"، أراء بعض السياسيين حول احتمالية ترشيح الفريق أحمد شفيق- رئيس الوزراء الأسبق في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعدما كان قريبًا من الفوز بها، لولا صعود "مرسي" في الجولة الثانية من تلك الانتخابات. أكد أحمد بهاء الدين شعبان- المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، أنه من حيث المبدأ، ضد ترشح أحمد شفيق، لأنه يمثل نظام "مبارك"، وكان أخر رئيس وزراء له، قبيل الإطاحة به، وينتمي بفكره الأيديولوجي لنظام مبارك، قائلًا: "لا يعقل بعد أن قمنا بثورة ضد ذلك النظام، أن نأتي برموزه، ليرأسوا الدولة، فلا مكان بمصر لمن كان انتماءه ل"مبارك"، ونظامه. وأضاف: لم أتمنى لحظة فوز أحمد شفيق في الفترة الرئاسية، برغم كل المعاناة التي عانى منها الشعب المصري في ظل حكم الإخوان، لأنه لو لم يأت الإخوان ولم تتم هذه التجربة، لما انكشفت الجماعة، وخسروا الجماهير الشعبية بهذا الشكل، بل كنا سنعاني الآن من مشكلة أكبر، وهي أن الاخوان يدعون بأنهم هم من يقودون الثورة، أما الآن فإن الشعب عاش تجربة الأخوان على رأس السلطة، وعرف حقيقتهم جيدا. قال مصطفى الحجري المتحدث باسم حركة 6 أبريل- "الجبهة الديمقراطية- أنهم يرفضون بشدة، ترشح "شفيق" لرئاسة مصر، إلى جانب رفض كل من يمثل نظام "مبارك"، أو "الإخوان". وأشار "الحجري"، إلى أن هذا القرار، كان هو نفسه، قرار الحركة في السنة الماضية، في جولة الإعادة، حيث تقرر مقاطعة الانتخابات، ورفض التصويت لصالح "شفيق" أو "مرسى"؛ مضيفًا أن الحركة تعتبر الأول –بحسب تعبيره- مجرمًا ومشاركًا فيما عرف ب"موقعة الجمل" فبراير 2011، قبيل التنحي بأيام، ويجب تطبيق قانون العدالة الانتقالية عليه. كما وأوضح المتحدث باسم حركة 6 أبريل، أن شعبية أي مرشح، عبارة عن عامل متأرجح، ليس فيما يخص "شفيق" فقط، بل في العموم، وربما تتغير شعبيته نظرًا لتغير الأوضاع. بينما يبرهن أحمد حافظ- القيادي بحزب الدستور، على أن أحمد شفيق لا يصلح لرئاسة مصر، في الفترة القادمة، لأنه غير ممثل للثورة، ولأن مجيئه يؤكد مزاعم "الإخوان"، بأن "30 يونيه"، قامت من أجل إعادة نظام "مبارك"، لأنه ركن أساسي في هذا نظام. وعن شعبية "شفيق"، يرى "حافظ"، أنها انخفضت عما كانت سابقًا، خاصة بعد قيام ثورة 30 يونيه، وأن الثوريين يشددون على عدم انتخاب أي من رموز مبارك في الحكم مرة أخرى. وبنبرة تحذيرية، يتوجه القيادي بحزب الدستور، إلى "شفيق" قائلًا: "عليك أن تراعي ظروف هذا البلد العظيم، وألا تترشح، لأن مصر عانت مثل هذه الأحداث، الناتجة عن الاستقطاب، ومن قول.. هذا مرشح "إخواني"، وهذا مرشح فلول "مبارك". جدير بالذكر أن "أحمد محمد شفيق زكي" المعروف باسم "أحمد شفيق، ولد في 25 نوفمبر 1941، وتخرج من الكلية الجوية عام 1961، عمل بعدها كطيار في القوات الجوية المصرية وحصل على زمالة كلية الحرب العليا، من أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وزمالة كلية الحرب العليا للأسلحة المشتركة بباريس. في الفترة من عام 1984 إلى عام 1986، عمل "شفيق" في سفارة مصر بإيطاليا كملحق عسكري في عام 1991، ثم عين رئيسًا لأركان القوات الجوية المصرية، وفي أبريل من عام 1996 عين قائدًا للقوات الجوية، واستمر في هذا المنصب مدة 6 سنوات [وهي تعتبر أطول فترة لقائد القوات الجوية في مصر، وبعد تركه لمنصبه في عام 2002 عين وزيرًا للطيران المدني]. وجاء تعيينه رئيسًا للوزراء، في وقت كان "مبارك" قد فقد فيه "شرعية الحكم"، وقامت أخرى جديدة هي "شرعية الثورة"؛ خاصة بعد الجرائم التي ارتكبها نظام الأخير، ضد شعبه