قال الصحفي البريطاني والمراسل الخاص في منطقة الشرق الأوسط "روبرت فيسك" لصحيفة "إندبندنت" إن وجود عدة مسائل متعلقة باستخدام الكيميائي في غوطة دمشق يوم 21 أغسطس الماضى، تدفع إلى التشكيك في مسئولية الجيش السورى عنها. وأضاف "فيسك" في مقال نشرته الصحيفة أمس، إن صديقا له وهو صحفي خدم سابقًا في القوات السورية الخاصة، كان تلك الليلة في ضواحي المعضمية، حيث مكث مع عناصر الفرقة الرابعة التي يقودها العميد ماهرالأسد شقيق الرئيس السوري. وذكر هذا الصحفي أن القوات السورية شنت قصفا عنيفًا على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، لكنه لم ير أية أدلة على استخدام الكيميائي من جانب تلك القوات، مشددا على أنه لم ير أيضا جنديًا واحدًا يرتدي قناعا وقائيا، بل استغرب جميع الجنود كثيرًا عندما شاهدوا أوائل ضحايا الهجوم الكيميائي على شاشة التلفزيون. ونقل الصحفي البريطاني عن صديقه أن المشكلة تمكن في الكميات الهائلة من الأسلحة الروسية التي انتشرت عبر المنطقة بعد الحرب في ليبيا، ولذلك لم يعد أحد في سوريا يعرف ما تملكه الأطراف الأخرى من الأسلحة. وأشار "فيسك" إلى أن هناك إجراءات صارمة جدًا في الجيش السوري متعلقة بصدور تصريحات لاستخدام الصواريخ والغاز السام، وذلك يعيد المراقبين إلى السؤال نفسه – من أمر بإطلاق الصواريخ المحشوة بغاز السارين ليلة 21 أغسطس؟ . وطرح الصحفي البريطاني أسئلة أخرى هي: لماذا يلجأ النظام إلى استخدام الغاز، في الوقت الذي يملك فيه أنواعا أخرى من الأسلحة الفتاكة؟ وإذا كانت الحكومة تريد استخدام الغاز، لماذا تستخدمه في دمشق وليس في مناطق شمال حلب، حيث لا يوجد جندي أو مسئول حكومى واحد؟ ولماذا لم يتم استخدام الغاز على مثل هذا النطاق منذ سنتين؟ ولماذا يستخدم الجيش السورى هذا السلاح، إذا كانت نتيجته هي تجريده من أحد أهم وسائله الاستراتيجية للدفاع عن نفسه في حال تدخل إسرائيلي محتمل؟. ويتساءل الصحفي البريطاني "أليست إسرائيل هي الفائز الحقيقي في نهاية المطاف؟"، مشيرًا إلى أنها تستفيد ليس من حادثة استخدام الكيميائي فحسب، بل ومن استمرار الحرب الدموية في سوريا.