استطاع الأزهر عبر كل العصور وفى أحلك الظروف أن يحافظ على هوية مصر وعلى مفهوم الدين الإسلامى الوسطى المعتدل بالرغم من كل التحديات التى واجهها، والتى كان آخرها محاولات الإخوان المسلمين المستميته لأخونة الأزهر وأخونة الدين الإسلامى ذاته؛ لتحقيق حلم المشروع الإخوانى، وهو ما كان له الأزهر الشريف له بالمرصد، ووقف حائط صد منيع؛ للحفاظ على وسطية الدين الإسلامى السمح بعيدًا عن التشدد والمغالاة. يقول الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن وعضو مجمع البحوث الإسلامية إن دور الأزهر الشريف فى نشر الإسلام الوسطى لم يتوقف داخل مصر، وإنما امتد إلى الخارج من خلال جامعة الأزهر الشريف ومدينة البعوث التى تستقبل وفود الدارسين من مختلف البلاد الإسلامية، بالإضافة إلى البعثات الإسلامية. وأضاف عثمان أن الأزهر لعب دورًا كبيرًا خلال الفترة الماضية التى شهدت محاولات الكثيرين من مختلف التيارات إبعاد الأزهر عن دوره الوسطى من خلال التشدد والمغالاة فى الأحكام والفتاوى الإسلامية، وهو ما وجد مواقف حاسمة من الأزهر وشيخه «الطيب». وشدد عضو مجمع البحوث الإسلامية على ضرورة عودة الأزهر إلى دوره الذى كان عليه؛ باعتباره المرجع الأساسى والوحيد لمسلمى مصر والعالم. وأكد الشيخ عبد الغنى هندى منسق «الحركة الشعبية لاستقلال الأزهر» أن الأزهر ظل طوال قرون عديدة منبرًا للإسلام الوسطى المعتدل حتى فى أحلك الظروف، وهو ما رأيناه خلال الفترة الماضية عندما تصدى الأزهر لكافة محاولات التيارات الإسلامية المتشددة هدم الهوية الإسلامية الوسطية التى تميز الشعب المصرى بها عبر كل العصور. وأضاف هندى أن الأزهر لم يكتفِ بالتصدى لهذه الجماعات الرجعية، وإنما حتى بعد زوالها قام الأزهر بمحاولات عديدة لإصلاح ما أفسده حكم الإخوان عن طريق تعريف الناس بصحيح الدين الوسطى، وهو ما ظهر عن طريق إعداد دورات لتأهيل الدعاة والأئمة، بالإضافة إلى تسيير قوافل دعوية تجوب كافة محافظات مصر وتضم خيرة علماء مصر، بالتنسيق مع وزارة الأوقاف التى تسير تحت مظلة الأزهر الشريف لنشر الأفكار الدينية السليمة وإعادة ما أفسده حكم الإخوان.