يصدر قريباً عن دار التنوير للنشر والتوزيع، الترجمة العربية لكتاب «ابن رشد والرشدية»، للكاتب الفرنسي ارنست رنيان، من ترجمة عادل زعيتر. وكتب المترجم عن «ابن رشد والرشدية»: يظل ابن رشد أستاذ أوربا في عالم الفلسفة عدة قرون، وتكون «الرشدية» نتيجة لذلك الإقبال، فينحرف أولئك القوم، تحت هذا الاسم، عن آراء ابن رشد تارة، ويدنون منها تارة أخرى، وهذا ما أفاض به رينان في تحقيقة بحثاً وتمحيصاً راداً الأمور إلى أسبابها، وقد عول رينان في وضع كتابة على مؤلفات ابن رشد التي ترجمت إلى الاتينية والعبرية وإلى ما بقى من أصلها العربي وهو قليل جداً، كما حقق في جميع ما كتب عن ابن رشد وفلسفتة في جميع لغات العالم فرجع الفروع إلى أصلها ببراعة تناسب شهرتة. جدير بالذكر أن «إرنست رينان» مفكر وفيلسوف فرنسي، كما أنه – في زمنه – كان يعتبر من كبار مؤرخي الأديان، و قد درس اللاهوت كي يصبح رجل دين، لكنه انصرف عن ذلك لاحقاً، لينخرط في فكر ثورة 1848 الفرنسية التي رأى فيها رسالة سماوية وبداية دين بشري جديد، وقاده ذلك إلى الغوص في تاريخ الأديان، ولقد عاش سنتين في روما جمع خلالهما وثائق للحكومة الفرنسية قبل أن يعود إلى باريس ليبدأ في نشر كتبه، ثم بعثته حكومته في مهام إلى لبنان وفلسطين عرّفته على الشرق الأدنى وتاريخه وفكره، وكان من نتيجة ذلك أن وضع كتابه الأشهر «حياة يسوع»، وهو انتخب في عام 1878 عضواً في الأكاديمية الفرنسية وحظيت كتبه بشعبية كبيرة، ومن بينها دراسات لغوية وتاريخية وفكرية، ولقد تذكره اللبنانيون قبل سنوات وأقاموا له نصباً بالقرب من مدينة جونية.